الانغماس في الفساد سببه طغيان الأنانية لدرجة الجنون.. هذا ما يراه خالد الجنفاوي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 22, 2015, 12:22 ص 1223 مشاهدات 0
السياسة
حوارات - الأنانية سبب كل مشكلة
د. خالد عايد الجنفاوي
أعتقد أن الأنانية تعتبر أحد الأسباب الرئيسية لكثير من المشكلات والأزمات الاجتماعية والثقافية، وحتى الشخصية.
يُعَرِّفُ قاموس «المعاني» الانانية بالتالي « أثرة وحب الذات مع عدم التفكير في الآخرين وهي ضد الإيثار. الأنانية تتنافى والتعاون مع الآخرين»! السؤال الأهم حول الأنانية يتمثل في التالي: ما الذي يدفع البعض لأن يصبحوا أنانيين للغاية وقت ما يتوقع منهم العقلاء والأسوياء عكس ذلك؟ تنبع الأنانية من ضيق الأفق وانغماس الشخص الأناني في حب ذاته وبحثه المستمر عن إرضائها بغض النظر عن مصالح الآخرين أو حرياتهم أو حقوقهم، فلا يكترث الأناني بمن هم حوله، فما داموا سيحققون أمنياتهم وأهدافهم ومصالحهم الشخصية، فلا يبالي هؤلاء النفر المعقد بمصالح مجتمعهم أو وطنهم أو مصالح وحقوق الآخرين. وبالطبع، تدل سيطرة الأنانية على ذهن وقلب أحدهم على أنه قصير النظر وطفولي التفكير وربما لا يستطيع تداول الأفكار النبيلة وينفر من الايثار الاجتماعي خوفاً من فقدانه ما يعتقد أنه حقه.
يحدث أحياناً أن ما يستميت الاناني للحصول عليه ليس حقه، وربما لا يملك الأحقية لطلبه أو السعي الى نيله، لكن لأن هذا النوع من المنغلقين على ذواتهم ضيقي الافق وطفولي التفكير فهم يعتقدون دائماً بأنهم جديرون بامتلاك العالم بأسره!
إضافة إلى ما سبق، أعتقد أن الانغماس في الفساد يسببه طغيان الأنانية وحب النفس لدرجة الجنون وعدم قدرة بعض النفر المعقد من التضحية ببعض جهودهم لإسعاد الآخرين ومحاولتهم المستميتة حرمان من يختلفون عنهم من الشعور بالسعادة أو الرضى أو حيازة ما يستحقونه من نجاح وتميز. تتمثل الأنانية أيضاً في وقوع ضحيتها تحت سطوة الغيرة الشديدة ضد إنسان آخر مستقيم أخلاقياً أو مُنصف مع نفسه ومع غيره، فالأناني يشعر بالضيق الشديد وقت ما يرى أو يسمع عن أحد الأفراد يتميز عنه بشيء ايجابي أو يفوقه في الاستقلالية أو في الاستقامة الأخلاقية.
يتصف الشخص الأناني بأنه يفكر بنفسه فقط، وحتى لو حاول إخفاء أنانيته فستظهر في زلات لسانه وزلات تصرفاته وفشله المتواصل في الحفاظ على حقوق غيره، وتغليبه الدائم لمصلحته على مصالح الآخرين.
لا أعتقد أنني أبالغ في هذا المقام إذا أكدت أن الأنانية تسببها الغيرة الطفولية وعدم قبول تميز الآخرين وشعور الأناني بالضنك النفسي وسوداوية التفكير وقت ما يرى أو يسمع أو يقرأ عن شخص آخر يبدو أكثر تسامحاً منه أو حباً للآخرين.
تعليقات