فلسطين قضية العرب والمسلمين بل والمسيحيين.. بوجهة نظر محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب أكتوبر 21, 2015, 11:48 م 783 مشاهدات 0
القبس
فل حديد الإسرائيليين..!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
قديماً قالوا «لا يفل الحديد إلا الحديد».. وها هم الشباب الفلسطينيون، بل قل الرجال في الضفة والقدس وغزة ورام الله وسائر بلاد فلسطين المحتلة، يقومون بما لم تقم به السلطة الفلسطينية بكروش أربابها ـ كما وصفهم ناجي العلي في رسوماته ـ وبتخمة أرصدتهم في العالم، بل في إسرائيل نفسها، وبما لم تقم به كذلك الأنظمة العربية وجامعتها الهرمة الكسيحة، وبإداراتها التي تستعطي دول الخليج تسديد رواتبهم ومصروفاتهم.
هؤلاء الرجال ـ ومعهم المرأة الفلسطينية الباسلة ـ بداية انتفاضتهم هذه لم تكن إلا غيرة على المسجد الأقصى عندما انتهكت حرمته الكبيرة في قلوب المسلمين، وذلك عندما قام نفر من المستوطنين اليهود تساعدهم قوات الجيش والشرطة بدخوله ومحاولة تدنيسه، كما هو ديدنهم وشأنهم، ومنذ ذلك اليوم والمقاومة لجيش الاحتلال بالحجارة لم تتوقف، بل تطور الأمر ـ والسبب هم اليهود ـ إلى طعن عشرات المستوطنين والجيش وأفراد وجماعات، ومازالت الشرارة قائمة مع قتل عشرات الشباب وجرحهم الجراحات الخطرة، إلى جانب الاعتقالات، كذلك لعشرات منهم وهدم بيوتهم. وحسب نتانياهو وحكومته، فإن هذه الانتفاضة ستتوقف عند حد معلوم بجانب تخويف الرجال وما حسبوا أنها ستتطور إلى هذا الحد من العنف المختلف عما سبق وستتطور إلى أعمق من ذلك.
إنهم يواجهون هذه المرة الشباب، ومعلوم الشباب اليوم في العالم، ولا سيما من عنده قضية فلا تستطيع قوة أن توقفه أو تقف أمامه، لقد أصيبت حكومة نتانياهو بمقتل لما تراه من تطور الأمر، وحسب مشاهدتي للقنوات الفضائية الخبرية المتنوعة والأفلام التي تنشرها عن قيام الشباب بطعن ودهس، بل قتل للجيش والشرطة والمستوطنين على طريقة العين بالعين والسن بالسن، وكما تدين تدان، روع ذلك وأفزع الاسرائيليين حتى أصبحوا غير آمنين في خروجهم حتى من بيوتهم، بل من الفزع الذي انتاب بعضهم أن يقوم رجل يهودي بطعن يهودي مثله حسبه من الفلسطينيين!
من جعل هذه الشرذمة القليلة على هذه الدرجة من التعدي والتطاول والظلم المستمر لشعبنا هناك وأعطاهم الغلبة؟ أليست أنظمتنا الخانعة المتواطئة معهم ؟! بل هناك من الأنظمة العربية من لم تحتج أي احتجاج على الممارسات اليهودية الحاصلة هناك وهذا أضعف الإيمان!
لن تموت قضية فلسطين أبداً، لأنها قضية العرب والمسلمين، بل والمسيحيين لو دققتم ملياً في ذلك. والله المستعان.
• هل علمتم:
«أن الفرس يهبط بصاحبه وينهض راكبه»؟! (سامي الدهان).
تعليقات