البرجوازية الوطنية العربية كما يراها وليد الرجيب طفيلية غير منتجة
زاوية الكتابكتب أكتوبر 16, 2015, 11:53 م 1142 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة - أين هي البرجوازية الوطنية؟
وليد الرجيب
هناك مفاهيم في الأدبيات السياسية يجب التوقف عندها ومراجعتها، دون التقليل من قيمتها وصحتها النظرية، عند الانطلاق والاستناد إلى الواقع الملموس اليوم في الدول العربية، من هذه المفاهيم مصطلح «البرجوازية الوطنية»، حيث مازال البعض يعول عليها في عملية التغيير الوطني الاجتماعي.
إننا بلا شك لا نقلل من الدور التاريخي للبرجوازية الوطنية العربية في القرن الماضي، عندما كانت تخوض صراعاً ومعارك وتقوم بانتفاضات وثورات ضد الاقطاعيات والملكيات والاستعمار، عندما كانت مصالحها متضررة ومتعارضة مع الاقطاع والاستعمار، الذين كانوا يستحوذون على كل الثروات، ويحرمون البرجوازية من الربح والازدهار.
ومفهوم البرجوازية الوطنية، يعني تلك المرتبطة بالانتاج المحلي، ولها مصلحة في التغيير، لكن التساؤل الآن: هل توجد برجوازية وطنية عربية مرتبطة بالانتاج المحلي في ظل العولمة الرأسمالية؟، فنظرة سريعة على واقع البرجوازية الكبيرة اليوم، نجدها طفيلية غير منتجة ومرتبطة بحلف طبقي وبسياسات النيوليبرالية الاقتصادية، وتقف بقوة ضد مصالح الطبقة العاملة والفئات الشعبية، من هنا نعود إلى القول إن ليس لها دور أو مصلحة في التغيير في ظل المتغيرات الجديدة.
وشواهد الثورات العربية واضحة في هذا الشأن، وبالأخص في الهبة الشعبية في كل من العراق ولبنان، والتي وقفت البرجوازية الكبيرة ضدها بما فيها البرجوازية المتسترة بالدين والطائفية، ففي العراق مارست العنف والخطف ضد المناضلين المطالبين بالإصلاح وتلبية الاحتياجات الاجتماعية، والقضاء على المحاصصة والفساد، وفي لبنان ووجهت الانتفاضة العابرة للطوائف بالتهديدات من وزراء ونواب وتم استخدام العنف المفرط والذخيرة الحية ضد المتظاهرين.
من هنا نقول للمعولين على البرجوازية الوطنية لإحداث التغيير الوطني الاجتماعي، إن هذا المفهوم رغم صحته النظرية لم يعد موجوداً حسب ظننا، وعلى الكتلة الشعبية بقيادة الأحزاب الوطنية والتقدمية أن تقود هذه المرحلة، في ظل عالم وواقع متغيرين، بعد سيادة العولمة الرأسمالية.
اليوم وفي العالم أجمع لن يكون هناك تغيير وطني اجتماعي، لا بقيادة البرجوازية الكبيرة ولا الأحزاب القومية ولا بعض الأحزاب الليبرالية ولا بيد الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية، وهذا ما أثبته وزكاه التاريخ والواقع الملموس، فعلى الأحزاب الوطنية والتقدمية استعادة نفوذها ودورها بين الجماهير، من أجل تحقيق مجتمعات الحرية والعدالة الاجتماعية والتخلص من التبعية للامبريالية.
تعليقات