المسؤول الفاشل كما يرى سامي الخرافي يهتم بـ'البهرجة' ولا يهتم بتطوير العمل

زاوية الكتاب

كتب 1062 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  -  مقادير صب القفشة

سامي الخرافي

 

أكلت قبل أيام قطعتين من «صب القفشة» ذات اللون الذهبي بالديوانية وهذا اللي كان موجود أصلا بالصحن، لأن الشباب ما قصروا في ملء فراغ بطونهم «عليهم بالعافية»، فقد كانت أم خليفة وهي والدة أحد الشباب «فنانة» في إعداد تلك الأكلة، فقد كان «نَفَسها» في الطبخ لا يعلو عليه، ورغم أن المقادير الكل يعرفها ولكن «النَفَس» هو ما يميز «نزاكتها» في الأكل.

ما سردته في تلك المقدمة «الشهية» هو أن واحدا من الربع قد زارني في المكتب مؤخرا وقاعد يتذمر و.. و... بسبب مسؤوله في العمل في إحدى الإدارات الحكومية ويتعامل معهم كأنهم «عبيد» يأتمرون بأمره! ولو يحصل له بأن يأتوا «بنعام الريش» ويهفون عليه نفس المسلسلات ويصيروا مثل الجواري يسويها، ولا عنده مانع بعد أن نوكله «موز»، يتعامل وكأن تلك الإدارة ملك «أبوه» وكأنه هو الذي يصرف لنا رواتبنا من حسابه في نهاية كل شهر، ويفرح بأنه يرانا نتذمر ونتحلطم، إنه إنسان «مستبد» بمعنى الكلمة، كرهنا العمل بسببه، فنجد ان هناك من يتقن ويتفنن في «نزاكة الأكل» فكذلك في الإدارة.

النفس في الطبخ هو نفسه النفس في إدارة العمل، ورغم معرفة الكثيرين بمقادير الخلطات بالتمام والكمال ولكن من يجيدها قليلون، ليش ما تدري! فكذلك إدارة العمل تحتاج الى «نفس» وتعامل راق واتباع أساليب بسيطة تجعل الآخرين يحبون العمل بكل نشاط وسعادة وقد يقلده الآخرون ولكنهم يفشلون فشلا ذريعا، والشواهد كثيرة على من اتبع أسلوبا بسيطا وبحسن نية فكان يسهل على الناس فسهل الله عليه كل شيء فكان ناجحا في إدارته بكل المقاييس.

نشاهد في مواقع التواصل الاجتماعي عروضا لكثير من تجار «البلعة» والاستعداد لتوصيل طلبات الأكل للمنازل فالكثير منهم يعتمد في طبخه على «الشكل» وليس على «اللذة» وقليل منهم يستحق أن نقول عن طبقه «يم يم»، فكذلك المسؤولون، هناك الكثير ممن يحمل شهادات عليا ولديه دورات كثيرة.. ولكنه للأسف لا يستطيع حتى أن يدير نفسه.

قد تكون عملية بيع «صب القفشة» بشكل بدائي ولكن الكثير «يتعنى» من أماكن بعيدة لشرائها لأن ما يهم الناس هو الطعم وليس الشكل، فكذلك المسؤول المتفهم تجد الكثيرين يتمنون العمل معه لأسلوبه البسيط والمريح في العمل وعدم حبه للبهرجة وعدم تصيده للأخطاء والعمل كفريق واحد من أجل نجاح العمل.

إن المسؤول الفاشل يهتم دائما «بالبهرجة» ولا يهتم «بالحشو» أي بتطوير العمل، تجده يتحدث دائما عن المثاليات ومسوي روحه «فلتة» وهو عكس ذلك مع الموظفين أو المراجعين «طز فيك»، يفهم شيئا واحدا هو «النفاق» مع من هم أعلى منه منصبا.

٭ آخر الكلام: خلطة صب القفشة (2 كوب طحين، وكوب طحين «نخي»، وكوب ونصف حليب سائل، وربع كوب زيت، و3 بيضات، و3 ملاعق نشا، وملعقة واحدة لكل من الهيل والزعفران والخميرة) وخلونا نشوف تفوقكم على «أم خليفة».

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك