صالح الشايجي يتسائل: هل بتنا في حاجة إلى استئناس الإنسان ؟!

زاوية الكتاب

كتب 770 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  -  استئناس الإنسان

صالح الشايجي

 

هل بتنا في حاجة الى استئناس الانسان؟ أو بصورة أوضح أنسنة الانسان؟

سؤال صادم، ومن الصعب قبوله أو أخذه على محمل الجدية!

لكن وبكل أسف، هو سؤال مشروع وله ما يبرره، ولم أقصد بطرحه التهويل ولا الاثارة.

إن ما غدا عليه الانسان من وحشية تفوق وحشية الوحوش، يجعل طرح مثل هذا السؤال أمرا ليس بالمستغرب ولا بالمستنكر.

قد لا يكون التعميم في هذا الشأن عدلا، وربما حصره وتخصيصه هو الأصدق.

والتخصيص ينحصر ربما في الانسان العربي وفي البلاد العربية والإسلامية التي تركت أبناءها نهبا للفكر الغوغائي والتضليلي والخرافي، والذي تحول بسببه هذا الانسان الى جادة الوحشية بدل أن يكمل دربه في الحياة الإنسانية.

محدثون يملأون الفضاء بفضائياته بأحاديث هي من حياكة مخيلاتهم أو من صفراوات الكتب المليئة بالدس والخديعة والوقيعة، وضعها من لا ضمائر لهم، حولها أوغاد الفضائيات الى مراجع وسنن تنتهج، وهي الطريق الى الصلاح في الدنيا وهي الطريق الى الجنة في الآخرة!

والناس العرب لا أقول كلهم ولا أغلبهم ينقادون اليهم وينبهرون بهؤلاء المحدثين الذين يصلون عندهم الى مرتبة القديسين، وتتلبسهم حالة من الانقياد اللاطوعي لأولئك الدجالين، ويصير دجلهم عقيدة لديهم!

في مثل هذه الحالة الانقيادية يتم استلاب هؤلاء الناس غير المحصنين فكريا ويسيطر عليهم فكر خارج الاطار الإنساني وتتشبع نفوسهم بما يخالف طبيعة الانسان وفطرته فيتحولون الى وحوش قاتلة تنتظمهم ميليشيات تحارب بعضها بعضا وأفرادها مزودون بذلك الفكر المنحرف الخطر.

ثمة وحش كامن داخل نفس الانسان ولكن مع تطور البشرية وانتشار العلوم، بدأ ذلك الوحش بالكمون والضمور وربما التلاشي، فصار الانسان بالعلم عامل بناء للحياة بعدما ودع الوحشية والبداءة والجهل، وما يحدث الآن ومن خلال بث هذه الأفكار الهدامة والخطرة، هو عودة بالانسان الى بداءته وجهله ووحشيته، حيث تتحول عقيدته من عقيدة الحياة وبنائها الى عقيدة الموت والفناء.

وهذا ما يلزم الحكومات العربية والإسلامية بإيقاف منابر الوحشية والاستلاب تلك وتغليظ العقوبة على أصحابها ومحدثيها.

ولقد كانت لمصر «السيسي» سابقة من تلك النوعية، حين أغلقت مثل تلك الفضائيات التي انتشرت في عهد الاخوان المسلمين. وما لم تفعل الحكومات العربية ذلك فلتبشر بسوء المصير لبلدانها ولشعوبها.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك