لماذا يصر الفرد على الجمود رغم رؤيته لكل شيء يتغير من حوله؟!.. يتسائل خالد الجنفاوي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 9, 2015, 12:09 ص 685 مشاهدات 0
السياسة
حوارات - التغيير الإيجابي زين
د. خالد عايد الجنفاوي
“لا يستطيع المرء اكتشاف المحيطات الجديدة ما لم يمتلك الشجاعة ليغادر مكانه المعتاد” (لورد شيستيرفيلد).
يخشى بعض الافراد التغيير الايجابي, ليس لانهم لا يرغبون به, لكن لعدم تمتعهم بالشجاعة الكافية لتجربة ما هو جديد. يراوح هؤلاء في اماكنهم المعتادة خشية مما سيجلبه الوضع الجديد, وخوفا مما سيجبله المستقبل اذا هم قرروا النهوض والحركة واكتشاف ما هو مختلف. او حتى البدء في اعادة التفكير بما كانوا يؤمنون به في السابق انه حقائق راسخة لا تتغير عن الوجود الانساني الطبيعي, لكن الانسان جزء من هذا العالم المتغير باستمرار, فاذا لم يقبل النهوض والحركة والتطوير والتغيير فيصبح لا محالة كأثر تاريخي يُحفظ في متحف او سيبقى كمثال حي لعدم القدرة على التكيف او يبقى مثالاً للميل الطوعي للاندثار والاختفاء البطيئ!
ان تقبل انك جزء من عالم يتغير كل لحظة هو ان تقبل انك جزء لا يتجزأ من العالم المعاصر, وانك كذلك تستحق التمتع بكل ما هو جديد, فاذا كان الكوكب الذي تعيش على سطحه يمر كل سنة خلال اربعة فصول تتبرعم فيها البذرة وتنبت ومن ثم تذوي وتندثر حتى تبدأ الدورة الطبيعية من جديد, فما بالك انت ايها الفرد تُصِر على الجمود والتوقف من دون ان تقبل الحركة للامام رغم انك ترى ان كل شيء يتغير من حواليك؟ كل دقيقة في حياة الانسان هي في حقيقتها قلب لصفحة جديدة وسرد لحلقة جديدة من قصة انسانية متكررة!
انا كفرد لا استطيع اكتشاف ما خلف ذلك الجدار, أوما هو بعيد هناك مالم اتمتع بالجراة على ان اكون فضوليا بعض الشيء وان اتمتع بالشجاعة الكافية لقبول ما يمكن ان يكون مختلفا بالنسبة لما انا متعود عليه, وكيف لي ألا افعل ذلك وانا اشهد كل شيء يتغير من حولي؟ وكيف لي الحق ان استمر استنسخ شخصيتي المعهودة واجبر من انا مسؤول عنهم على سبيل المثال, ان يتقيدوا بها وكأنني املكهم واملك حاضرهم ومستقبلهم! اذا لم اقبل التغيير الايجابي في حياتي الشخصية والاجتماعية واوسع من افقي الشخصي, واتقبل برحابة صدر ما سيأتي بعد قليل, فكأنني اخترت طوعا ان يطوفني قطار الزمن وان اصبح بقايا انسان كان هنا ولكنه لم يكن, فقط لا غير!
تعليقات