المنادي بالإصلاح صار 'مذنباً' والمتصدي للفساد أصبح مخطئاً.. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 557 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  -  خالد الوسمي.. والذاكرة الحاضرة!

د. تركي العازمي

 

التقيت قبل أيام بأخينا الكبير الدكتور خالد الوسمي الذي أكن له كل احترام وتقدير منذ أن كنت مبتدئاً في عالم الصحافة العام 1985، والاستماع لأخ فاضل بمقام الدكتور خالد الوسمي له صفة خاصة فهو كنز من المعلومات ويستطيع أن يأخذك من عالم الأمس إلى عالم اليوم.

بعض الشباب يأخذهم الحماس وتدفعهم «الغيرة» لكن تنقصهم الخبرة، فتجدهم أحيانا يخطئون التقدير وقد أكون من بين هؤلاء إن حق تسميتي «شاب بعمر شايب أو العكس»!

القصد من هذا ليس «مدحاً» للدكتور خالد الوسمي فهو غني عن التعريف، لكن كل ما أراه تأخذني الذاكرة للوراء... فكم هي من أيام جميلة؟

الآن.. صار المنادي للإصلاح «مذنباً» والمطالب بمحاسبة «المفسدين» مخطئاً.... ويأتيك الرد من حيث لا تتوقع بعبارة «من قال لك إنهم مفسدون»... هذا رد من يعترض مسيرة الإصلاح.

وفي المقال السابق تحدثت عن وزارتي التربية والتعليم العالي، وكشفت أحد نماذج تدهور إدارة مؤسساتنا فنحن أصبحنا بعيدين عن أخلاقيات المهنة حتى في أكثر المجالات التي يفترض أن تكون السلوكيات فيها أكثر احترافية.

يتساءل الدكتور جابر الهبيدة... كم عضو هيئة تدريس مرشح وتم رفضه؟، وكم عضو هيئة تدريس أصيب بـ «الدهشة» من رد رئيس قسم يقول لمرشح حصل على الترتيب الأول في مقابلة القسم «أنت شلون حصلت على الأول»... هذا على سبيل المثال وأعتقد بأن الوزير العيسى كان محقاً عندما قال إن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي مختطفة، وكذلك الجامعة حسب ما عرضت في المقال السابق.

هذا على المستوى الأكاديمي والتربوي ناهيك عن «الشهادات العليا المضروبة» ومستوى الجامعات الخاصة التي بعضها تجاوز مرسوم إنشاء الجامعات الخاصة...فما هو الحل؟

وعودة للدكتور خالد الوسمي٬ أعتقد أن الكويت بحاجة لبناء مجلس حوار لكل مجال في التربية يستأنس برأي أصحاب الخبرة والمتقاعدين وفي التعليم العالي والصحة... كل وزارة بحاجة إلى مجلس حوار خاص بها يتم تطعيمه بأصحاب الخبرة ومستشارين من جهات عالمية وشباب حديثي التخرج كي تعرض القضايا للنقاش وتتم معالجتها بشكل أكثر احترافية.

الكويت بحاجة لأمثال الدكتور خالد الوسمي من الكبار الذين عايشوا جيل الأمس، وتعايشوا مع جيل اليوم فالخبرة والرشد بحاجة لمن يمنحهما الدور المطلوب للخروج من عنق الزجاجة.

كنت أظن أنني مخطئ في بعض مداخلاتي... لكن الثابت من المجريات أن البعض يجد حرجاً من العمل بمبدأ «المكاشفة» حتى وإن لاحظ البعض منهم ممارسات خاطئة تجده يلتزم الصمت وهنا تقع المشكلة!

كنت أردد وبكل شفافية أن تبدأ الوسيلة المثلى في معالجة أخطائنا من الاعتراف بها، ومن ثم نترك طريقة العلاج لتقويم الإعوجاج والخطأ الحاصل للمعنيين بالأمر كما هو مقترح أعلاه.

في الإدارة الاستراتيجية... يقول العلماء والباحثون إن أخطاء الأمس هي استراتيجية الغد «الحلول»، ونحن وإن كنا نعتقد بأننا أبعد ما نكون عن تطبيق الفكر الاستراتيجي لكن يبقى هذا هو الحل الوحيد.

خلاصة القول... أعادني الدكتور الوسمي إلى الماضي القريب حيث التاريخ، والدكتور خالد الوسمي متخصص بالتاريخ لا تسقط منه ولو حادثة واحدة وبالتالي فالتصحيح المراد بلوغه ممكن لو أردنا ذلك... والله المستعان !

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك