ردات الفعل على فشل مجلس 2009 باعتقاد وائل الحساوي كانت عنيفة وغير مدروسة

زاوية الكتاب

كتب 705 مشاهدات 0


نسمات  -  حوار مع الأستاذ عبدالله بشارة
د. وائل الحساوي

كتب الاستاذ عبدالله بشارة مقالاً في جريدة القبس بعنوان: «في سوق الكساد السياسي» بتاريخ 4/ 10/ 2015 تناول فيه احداث الكويت القريبة وموقف المعارضة السياسية الكويتية، وتوصل الى ان المعارضة لم تحسن القراءة لواقع تلك الفترة وأهدرت فرصة تاريخية للتطوير، وتلاشت فتحة واعدة للانطلاق!!

الاستاذ عبدالله بشارة هو سياسي محنك وهو من اشد المقربين للسلطة، وكثيراً ما يتناول المجال المحلي بالتحليل والتوجيه، وأوافقه في النتائج التي توصل اليها من ان القوة الفاعلة في البرلمان بسبب اندفاعها تسببت في اختل توازن الكويت وانحسر اعتدالها المعروف، فقد كانت ردات الفعل على فشل مجلس 2009 عنيفة وغير مدروسة، من النزول الى ساحة الارادة في محاولة للاحتجاج على الواقع البرلماني التعيس والوضع الحكومي المتردي، ثم الاندفاع الحاد في الاستجوابات وما خلفه من اضطراب في اداء الحكومة والافراط في اللجوء الى مفردات غير مألوفة في الاجواء السياسية المحلية التي سادها القلق والتوتر من تصاعد الصدام وفقدان الثقة!!

وقد صاحب ذلك الاضطراب جنوح بعض التكتلات السياسية الى مطالبات قد لا تكون واقعية ولا تمثل طموحات الشعب الكويتي، مثل المطالبة بالحكومة المنتخبة التي يترأسها عضو منتخب، وغلاظة التعبيرات المستخدمة وتوتر العلاقة بين اعضاء الحكومة والنواب!!

وللأسف فان بشارة قد زج بقضية بعيدة عن اجواء التوتر التي ذكرها ولا دخل لها بتعكير صفو الانسجام بين الحكومة والمجلس، وهي ما اسماه: الطرح الاسلامي المستعجل في اسلمة القوانين، والاصرار على ادخال مفردات اضافية على نصوص الدستور بلا قبول شعبي لها!!

ومن الانصاف القول بان شعب الكويت المحافظ قد حرص منذ المجلس التأسيسي على اقرار الكثير من القوانين الاسلامية وتعديل بعض فقرات الدستور من اجل الاسراع بأسلمة القوانين، وهو ما تنص عليه المذكرة التفسيرية للدستور، وقد تم ذلك بموافقة شعبية كبيرة، كما وافقت الحكومة على كثير من تلك التعديلات ولم نسمع عن اصرار المعارضة على ادخال مفردات اضافية على نصوص الدستور بلا قبول شعبي لها!!

واذا كان بعض النواب في مجلس 2012 المبطل قد تحمسوا لتشريع قوانين اسلامية من دون رجوع الى غالبية الرأي الشعبي، فإن ذلك لا يمثل التوجه العام ولا يقلل من حجم الانجاز الذي حققه التيار الاسلامي في المجلس، ما شجع الناخبين على التسابق لاختيار المرشحين الاسلاميين الذين يرفعون راية اسلمة القوانين.

وللحديث بقية بإذن الله

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك