يجب التركيز على تعديل استبيان تقييم الطلبة لمعلميهم.. هذا ما تراه بهيجة بهبهاني

تحت المجهر  -  مناهجنا ليست متطرفة ولكن معلمينا..؟!
أ.د بهيجة بهبهاني

أكد وزير التربية وزير التعليم العالي: «تنقيح المناهج الدراسية من اي شوائب تتعلق بمفاهيم طائفية او قبلية» وأكد: «أن الوزارة ستبادر الى إلغاء اي مفهوم قد يعزز الطائفية والقبلية الى جانب الحث على ضرورة احترام الأديان السماوية، وشدد على أن الوزارة ستحاسب أي معلم قد يثبت تقديمه للمنهج الدراسي بشكل متطرف، وأن تنقيح المناهج ينطبق على جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب».
إن ما ذكره الوزير يقارب الواقع الحالي في تقييم مصدر اكساب الناشئة مشاعر الانتماء والولاء لغير الدين الحنيف ولغير الوطن، فطريقة عرض المنهج الدراسي واسلوب ايصال المفاهيم والحقائق العلمية الى اذهان الناشئة عن طريق المعلم او عضو هيئة التدريس هي الممر الاسهل والطريق السالك الى اعداد جيل عنصري منحرف فكريا وعقائديا.
فالمعلم او عضو هيئة التدريس لديه خبرة كبيرة في مجال التأثير على نفوس الناشئة واجراء غسل دماغ لعقولها حتى لو كان في تخصص العلوم البحتة او التصميم الداخلي او التربية البدنية، وليس فقط متخصصا في التربية الاسلامية.. فهناك عدة طرق باستطاعة المعلم او عضو هيئة التدريس سلوكها من خلال استغلال المنهج الدراسي أو الساعات الإرشادية والساعات المكتبية، ومن خلال الجمعيات العلمية والجمعيات التربوية، وهو منفرد مع هذه النفوس الغضة التي مازالت تفتقد القدوة والقدرة على التمييز بين الصالح والطالح- ان يؤثر فيها بمناقشة -مثلا- الاحداث من حولنا بالمنطقة، مبينا وجهة نظره بطريقة جذابة، مما يسهل عليه توجيههم نحو انتمائه وإغراقهم في مستنقع الضياع.
لقد تقدم بعض الطلبة في فترات سابقة بشكاوى الى عمادة الكلية بأن عضو هيئة تدريس الزمهم بدراسة كتب دينية والبحث فيها بدلا من الالتزام بالمحتوى العلمي لمقرر دراسي في تخصص علمي.. فليس مهما فحص وتنقيح المناهج الدراسية بقدر ماهو مهم توعية الناشئة وتوجيههم الى ضرورة الإبلاغ عن معلم او عضو هيئة تدريس يوجههم نحو هلاك انفسهم ووطنهم.
ويجب التركيز على تعديل استبيان تقييم الطلبة لمعلميهم وأساتذتهم بحيث تتضمن اسئلة عن مدى التزام المعلمين والاساتذة بالمحتوى العلمي للمقرر الدراسي، وهل يتطرقون الى مناقشة الطلبة عن امور اخرى.. فلا بد من حماية الناشئة كما ينص الدستور: «ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي».