يوسف العنيزي يسأل: هل أصيب الوطن بالعقم؟

زاوية الكتاب

كتب 755 مشاهدات 0


  هل أصيب الوطن بالعقم؟
كتب المقال: يوسف عبدالله العنيزي

فرشت الورق وأمسكت بالقلم وحاولت تحريكه فأبى، حاولت أن أكتب ولكني لأول مرة أشعر بالعجز عن ذلك،  ولأكون صادقا فإن ذلك لم يكن عجزاً بقدر ما كان تداخلاً في المواضيع التى يزدحم بها العقل ازدحاما يفوق ازدحام شوارع الكويت التي تعاني جور الزمن، عن أي شيء عسانا نكتب؟ فالواضح أن صرخات المواطن تضيع في فضاء ليس له صدى، فقد أحكم الفساد قبضته على مفاصل الدولة، ولم يعد هناك مجال للحركة  للأمام.
 فبعد أن كنا ننافس على المراكز الأولى في كل المجالات بلا استثناء غدونا في آخر الركب، ورضينا بالمركز الأخير، لماذا؟ يا له من سؤال مؤلم، ما الأسباب؟ ومن المتسبب في ذلك؟ الحكومة ووزراؤها؟ مجلس الأمة وأعضاؤه؟ الشعب وما آل إليه من تشرذم وانحدار في الأخلاق؟ أعداد الوافدين وقد فاضت بهم البلاد؟ القوانين البالية وقد ضرب ببعضها الحائط أم أنها خلطة سحرية من كل هذه المكونات؟
 ولكن إن فكرنا بالإصلاح فمن أين نبدأ؟ من الحكومة ووزرائها؟ أم من مجلس الأمة وقد جعله البعض مصدراً للثراء السريع متجاوزا مصالح الوطن كحال بعض القيادات والمسؤولين،؟ فذلك مال حلال تم اقتناؤه من خلال الهدايا والمنح والهبات وليذهب الوطن إلى الهاوية، أين تلك الأسماء والنجوم اللامعة من الرواد الأوائل في كل المجالات، الأدب، الفن، الرياضة، السياسة، المعارضة الوطنية، الاقتصاد، ورجال حملوا مسؤولية بناء الدولة ومؤسساتها، ورفعوا راية الوطن في كل أنحاء الدنيا؟
وهنا يطرح التساؤل المر نفسه: هل أصيب الوطن بالعقم؟ وهل تلاشى من حياتنا بيت الشعر العربي الذي يقول:

إذا سيِّدٌ منَّا خلا قامَ سيِّدٌ  
قؤولٌ بما قالَ الكرامُ فعُولُ

 وندعو الله أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

العلاقة مع إيران

من الذي يدفع لتوتير العلاقة بين الكويت وإيران؟ ولمصلحة من؟ ثم إن عدم اعترافنا بواقع ما لا يعني بالضرورة عدم وجوده، فالجمهورية الإيرانية الإسلامية واقع يفرض نفسه كقوة سياسية واقتصادية وعسكرية باعتراف العالم، فغدت  الدول تتسابق لتأكيد العلاقات معها وتقويتها بكل مجالاتها، ثم هل معاداتنا لإيران كمذهب أم كقومية أم كدولة؟ فقد جربنا الحرب معها على مدى ثماني سنوات والنتائج معروفة، لا شك أن هناك بؤراً للتوتر، ولكن ما الذي يمنع من نزع فتيلها بسياسة الحكمة والدبلوماسية الهادئة للوصول بهذه العلاقة إلى آفاق من التعاون البنّاء بما يحقق مصالح البلدين، واستتباب الأمن والسلام في المنطقة، وعدم الاستماع لعنتريات البعض التي لم نجن منها إلا الهزائم المتلاحقة؟ كفانا ما عانيناه من كوارث ومآس على مدى عقود من السنين.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك