معاقبة نماذج ورموز الفساد مطلب عاجل!.. بقلم تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 535 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  ....اسمع واحكم!

د. تركي العازمي

 

لو عدنا إلى سنوات مضت وسأل كل واحد منا نفسه: هل تفاعلك مع ما تسمع الآن مشابه لما كنت عليه قبل سنوات؟

... ولو عدنا إلى التاريخ وحاولنا عمل مقارنة بين سلوكيات الأجداد والمسؤولين والكتل والتجمعات آنذاك مع نظرائهم من زمننا الغابر الحاضر المخيب للآمال لشعرت بأن ثمة تحولاً خطأً قد تعرضت إليه الكويت.

يقول علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - «حين سكت أهل الحق عن الباطل٬ توهم أهل الباطل أنهم على حق».

يا ليل ما أطولك ... الحكماء العقلاء هم على حق ... يسمعون عن الباطل وربما يرونه رأي العين، وقد يتعرض بعضهم لباطل من قول وفعل لكنهم بحكم طبيعتهم وتركيبة كيميائهم الشخصية يترفعون عن صغائر الأمور وكبائرها، ويقفون عاجزين عن التحرك من وازع ديني وأخلاقي.

أقول لكل عاقل حكيم ... «اسمع واحكم» فالمسألة لم تعد من الصغائر حيث أصحاب الباطل تجرأوا وأسرفوا في إعادة الحقوق لأصحابها وأفسدوا كل شيء جميل.

وعلى مستوى العلاقات الإنسانية٬ نحن اجتماعيا نتأثر بعبارة «لا تجرح أحداً بالانتظار ... ما دام في الدنيا رحيل»، ولهذا تجدنا نتغير سلوكياً ويفترض أننا مع مرور السنوات نتعظ من دروس الماضي، ومن أصابه منا خطأ فلنبادر بالاعتذار منه وهذه صفة الكرام العقلاء الحكماء، فالعقلاء الحكماء ... المحنكون لا ينوون الانتقام ممن أخطأ بحقهم.

أسوق هذه العبارات بعد مقال الجمعة الماضية المعنون بــ « ... مع وقف التنفيذ!» لأنني هنا أناشد كل كويتي فرداً فرداً باتباع سياسة «اسمع واحكم» ... فقد غطى الشيب معظم رؤوس أحبتنا ومازالت عقولهم شابة «جاهلة» لم تتعظ من دروس الأمس.

بلغنا مرحلة غريبة ... تتباين فيها طريقة معالجتنا للقضايا التي تشهدها الساحة وكل «شايب عاقل حكيم» خرج عن صمته وهجر الانتظار!

يقولون لنا « ... وبعدين»، ولا نملك الإجابة فنحن إن سمعنا وحكمنا فلا نجد أذناً صاغية، وغيرنا يسمع ولا يفقه وتُأخذ منه الاستشارة، وقد ذكرت في مداخلات تلفزيونية وعبر مقالات عدة أن مشكلتنا في النفوس ... أقسم بالله إنها الأنفس هي السبب في دمار طريقة تعاملنا مع بعضنا البعض ... و«النفس أمارة بالسوء»!

يكثر الفساد ... يكثر «التجني» والحكم على النوايا، وفي المقابل تجد من «يصرح» بكل أريحية وفي عبارات صريحة فيها إساءة ولا نجد من يسأله «وين أنت رايح»!

قد أكون مخطئاً في تحليلي ... لكن كل المجريات تؤكد أن الانتظار أصبح مؤلماً جارحاً للعقلاء الحكماء أصحاب أهل الحق.

الزبدة ... العمر يمضي أحبتنا الكرام فمن أخطأ فليبادر بالرجوع وطلب السماح ممن أخطأ بحقه أما على المستوى المؤسسي والاجتماعي فكثير من الأخطاء بحاجة إلى معالجة فورية ونماذج الفساد ورموزها مطلوب اجتماعياً معاقبتهم على نحو عاجل وليكن عقلك ودينك هما الأساس في المعالجة ... فقط «اسمع واحكم» وحاول أن تلتفت لمن جرحه الانتظار لا سيما العقلاء الحكماء ممن آلمهم ما آلت إليه الأمور ... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك