عن الاستقواء بالخارج!.. يكتب محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب أكتوبر 4, 2015, 12:56 ص 632 مشاهدات 0
القبس
الاستقواء بالغير..!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
ماذا تفعل الأمة أو شعب البلد الواحد المستقر إذا استقوت جماعة منها، أو فرد من أفرادها، أو .. أو .. بالعدو الخارجي يستغلها لتمزيق ذلك الاستقرار والأمن والأمان؟! وتعريف العدو هو كل فرد أو جماعة أو بلد يريد تغيير النظام في بلد آخر بغية احتلاله أو العبث بمقدراته والاستيلاء عليها، أو التحريض عليه بكل الوسائل المتاحة له، أو تخريبه وتحول أمنه واستقراره إلى مواجهات بين شعبه بالقتل والاغتيال والتدمير.
لم تستفد الدول المحيطة بنا من تحريض العدو الخارجي لها بوساطة أبنائها، وتحويلها إلى ساحات نزال بين الشعب الواحد، وتمزيقه بالاغتيالات والمفخخات وتجذير الكراهية بالطائفيات المقيتة البغيضة، فكان من نتائجها أن هاجر الناس إلى بلدان أخرى قريبة أو بعيدة في أوروبا وغيرها، وترك لعباد المال أن يستولوا على خيرات البلاد سنوات عدة، حيث استغل تجار الحرب ذلك الفراغ أو الانشغال الشعبي مع العدو مريد احتلال البلد أو جزء منه فصارت هذه البلاد لقمة سهلة تبتلعها هذه الأيدي الغاشمة المحتلة، فهي تتصرف في إدارة البلاد كيفما تشاء حتى شلت تلك البلاد وتأخرت عن الركب الدولي سنوات طويلة.
في تلك البلدان الطائفية لم يدم الأمر طويلا لسراق مال الشعب العام ولا للعدو الخارجي فقامت الشعوب منتفضة ضد الاثنين السارق الداخلي والعدو الخارجي، حيث ندمت شعوب هذه المناطق من استقوائهم بالعدو لتغيير النظام، فكان هذا من تداعيات ذلك الشر الذي تعيشه هذه الشعوب اليوم ولا تستطيع الفكاك منه، حيث وصل داؤه إلى العظم، بل ونخر في العظم حتى أصبح كسيحا لا يقوى حتى على المشي.
هل يظن من يستقوي بالعدو الخارجي أو يستغله، أيا كان دينه، مذهبه، طائفته، حزبه أنه سيسعد باقي أيامه وسيتحقق حلمه الذي رسموه له؟ فإن كان ذلك كذلك، وهذا ما يعتقده، فلم لم تصبح الدول المحيطة بنا كذلك وتحقق حلم شعوبها بالرفاه والاستقرار والرخاء؟ فقد كانوا أسبق من الجماعة عندنا التي تريد أن تستقوي بهم؟!
فالعدو الخارجي مهما كان نوعه وأشكاله المتنوعة لم يحقق شيئا لأحد على مدى التاريخ القديم أو الحديث، همه مخططاته كيف يطبقها على أرض الواقع عن طريق السذج والسفهاء والموتورين الحمقى. والله المستعان.
• الاستقواء
الخطب الرنانة التحريضية والرسائل النصية المرسلة إلى الناس، وفيها تحريض واعتداء (وهي من تخطيطهم)، كلها باطل وتدمير وخراب. فالعاقل مَنْ يجعلها وراء ظهره ولا يرسلها إلى أحد ويمسحها وينصح غيره بذلك حتى لا تكبر دائرة قتلة الوطن أو مريدي الشر له ولأهله.
تعليقات