عن أزمة مستحقات 'الكهرباء' لدى وزارة التربية!.. يكتب وليد الغانم
زاوية الكتابكتب أكتوبر 3, 2015, 12:34 ص 575 مشاهدات 0
القبس
'التربية' تزرق فواتيرها عن 'الكهرباء'
وليد عبدالله الغانم
كشفت مصادر مطلعة في وزارة الكهرباء عن إيقاف الوزارة جميع المعاملات الخاصة بوزارة التربية، لأنها لم تسدد للوزارة مستحقاتها عن استهلاك الكهرباء والماء منذ أكثر من عام بعد العديد من الإنذارات التي وجهت إلى وزارة التربية، بالاضافة الى مؤسسات أخرى، وهي: «الموانئ، ووزارة الأوقاف، ووزارة الدفاع»، التي لم تسدد مستحقات الوزارة التي سيأتي عليها الدور قريبا في إيقاف معاملاتها إن لم تسدد تلك الجهات المديونيات التي عليها، وتتجاوز مئات الآلاف. («الجريدة» 2015/10/1).
مؤسسات حكومية تتهرب من سداد مستحقاتها للحكومة، اي تسيّب وإهمال أكثر من هذا الوضع؟ وأين هي الصعوبة في ارسال وزارة الكهرباء فواتيرها لوزارة التربية وغيرها، ثم تقوم «التربية» بسداد ما عليها خصماً من ميزانيتها التي تصرفها لها الحكومة، يعني الموضوع كله «خذ من جيبه وعايده»! ومع هذا تعجز الوزارتان عن تنظيم هذه العملية البسيطة جدّاً، التي يفترض ان تتم بسلاسة وبشكل سنوي من دون اي تعقيدات..!
اذا كانت المؤسسات الحكومية تماطل في سداد مستحقاتها، فمن يلوم باقي الناس والمؤسسات إن ماطلوا في سداد مستحقاتهم وتهربوا من الوفاء بالتزاماتهم للدولة؟! واذا كانت الوزارات لا تحترم مطالبات الدولة وتستجيب لتعليمات الحكومة فكيف نطالب الآخرين بذلك؟!
من القيادي في «التربية» المسؤول عن تأخير سداد فواتير الكهرباء؟ هل تواجه «التربية» مشكلة في حصر المباني التابعة لها لمعرفة قيمة استهلاكها السنوي من الكهرباء؟ هل المهندسون في قطاع الصيانة بالتربية لا يعرفون مصاريف الكهرباء عندهم؟ هل يعقل ان الحكومة تكلمنا عن خطط التنمية والمشاريع الكبرى والمدن الإسكانية وما تتطلبه من توفير طاقة كهربائية ضخمة وفي الوقت نفسه تعجز «الكهرباء» عن تحصيل فواتيرها من الوزارات والمؤسسات الحكومية؟
القضية هنا ليست في قيمة الفواتير، وانما في سوء الاتصال بين مؤسسات الحكومة، وفي العناد بين بعض القيادات الحكومية لدرجة تعطيل الاعمال ومصالح الدولة، وفي اهمال بعض المسؤولين عن القيام بواجباتهم التي عيّنوا في مناصبهم لأجلها، لأنهم مشغولون بشؤونهم الخاصة على حساب شؤون الوظيفة العامة..
أتمنى ان تسرع وزارة التربية وباقي الوزارات في سداد مستحقاتها لــ «الكهرباء»، حتى لا تضطر «الكهرباء» الى تنفيذ وعيدها بقطع التيار عن المدارس، فان كان ولا بد فأرجو من الوزارة ان تبدأ بقطع الكهرباء والماء عن المبنى رقم واحد، فمن هناك يبدأ حل المشاكل.. والله الموفّ.ق.
تعليقات