الاستعمال المتكرر لخطاب التخوين وجنون العظمة!.. يكتب خالد الجنفاوي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 2, 2015, 12:52 ص 752 مشاهدات 0
السياسة
خطاب التخوين وجنون العظمة
د. خالد عايد الجنفاوي
يتسم خطاب أو كلام التخوين ضد الآخر الذي يشارك في عضوية المجتمع كونه طناناً أقرب منه إلى طنين الذباب وذلك بسبب أن من يُخون بعض أبناء جلدته أو مجتمعه أو وطنه شخصاً يعاني من العصاب النفسي والعقلي. توجد علاقة بين الاستعمال المتكرر لخطاب التخوين وبين جنون العظمة, فمن يُخوِّن كل من يختلف معهم يعاني من خوف شديد تجاه الآخرين, فلا يمكن أن يخرج خطاب التخوين من شخص سوي عقلياً وأخلاقياً بل يردده أشخاص ضيقو الأفق يريدون احتكار الصواب والوطنية لأنفسهم ويمنعونها عن الآخرين, وكما أنه يستحيل أن يعرف أحدهم ما يجول في عقول وقلوب الآخرين, فلا يمكنه أيضاً تصنيفهم بشكل سلبي وفق أهوائه ووجهات نظره الضيقة وعاطفته المفرطة. يتسم خطاب التخوين بالمبالغة والتنميق المتكلف وذلك لأنه كلام عاطفي مُفرط يصدر فقط من “عقل” ضيق ومضطرب وشخص يعاني من أزمات نفسيه مزمنة تتمثل في ترسخ الأفكار السوداوية والتشاؤمية لدى أحد المضطربين ذهنياً ونفسياً. خطاب التخوين فاشل أيضاً من الناحية البلاغية والمنطقية والأخلاقية لأن من يستعمله ضد الآخر يستخدم العاطفة بدلاً عن المنطق ولأنه يدرك أنه وقت ما يتم تمحيص فرضيات خطاب التخوين وفق مبادئ المنطق فستتهاوى فرضياته وتتهتك دعائمه المصطنعة.
أتضايق شخصياً من قراءة أو سماع أي نوع من هذر التخوين وخصوصا إذا صدر من أشخاص داوموا على احتكار الصواب بألسنتهم وفي عقولهم الضيقة, فالإنسان السوي سيضايقه هذا النوع من الكلام الفتنوي, وذلك لأنه يدرك عواقبه الوخيمة على الفرد وعلى المجتمع. إضافة إلى ما سبق, ليس بالضرورة أن يكون خطاب التخوين دائماً فجاً وعلنياً, فيموه بعض الفوبائيين وقليلي العقل وضعيفي المنطق خطابهم الكاره للآخر عن طريق استعمال صور بلاغية سقيمة تعكس سوداوية تفكيرهم وترتكز على مقارنات مصطنعة فقط لإثبات كراهيتهم لمن يختلف عنهم أو معهم.
خطاب التخوين طنان ومؤذ ويعكس تجذر جنون العظمة في دماغ من يستخدمه وهو أيضاً ظاهرة صوتيه مزعجة يهدف من يطلقها للتنفيس عن أنانية مترسخة وضيق أفق غبي, ولهذه الأسباب يستعمل هذا النفر المشوش كل الأساليب الملتوية المتاحة لهم لإبلاغ من هم حولهم بأن قلوبهم الناقمة وعقولهم التي تعشعش فيها ترهات العظمة المتخيلة تكاد تطفح بعقارب وبأفاعي كرههم الأسود ضد من هو أفضل منهم وضد من يختلف عنهم. تُعساً لكل من يستخدم خطاب التخوين ضد من هم أبرياء ومخلصين ومؤمنين
تعليقات