ملاك الفكر الإصلاحي صوتهم غير مسموع!.. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 550 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  ...مع وقف التنفيذ!

د. تركي العازمي

 

الأماني بعضها يتحقق وبعضها محبوس في عقل أصحابها، وقد يكون الحبس من اختيار المفكر فيها لأنه يرى صعوبة تحقيقها، والبعض الآخر تجد طريقها وتتحقق وهو نادر جدا نسبة وتناسباً.

لو أقدمت بمشاركة بعض الباحثين وبمساندة قسم القياس في جامعة الكويت أو أي مركز بحثي على تنفيذ دراسة ميدانية يتم تطبيقها على كل فرد لديه فكرة إصلاحية فإنني أكاد أجزم بأن النتيجة ستبرهن لنا وجود أفكار طيبة حبيسة مع وقف التنفيذ.

اخترت العنوان بعد أن تابعت كثيراً من القضايا تنتهي بالحكم مع وقف النفاذ، وأخذت مني اجتهاداً عبارة «مع وقف التنفيذ» للحديث عن المواهب وملاك الفكر الإصلاحي وكيف أن صوتهم غير مسموع.

قد يقول قائل بأنه «لا الزمان زمانهم ولا الرجال رجالهم»، وهو قول أردده على بعض أحبتنا لكن يبقى السؤال مطروحاً وللجميع وهو: لماذا يجتهد البعض ويخرج بالأفكار ويطبقها غيرنا في الدول المجاورة وبالأخص بالنسبة للقضايا الإصلاحية المتعلقة بتحسين الأداء المؤسساتي.

يهمني جدا الإصلاح الاجتماعي لأننا وحسب الشواهد الكثيرة أصبحنا نتابع الكثير من «الغربلة» الاجتماعية.

البعض يرى أنه سواء كان مبدعاً أو «خاملاً» لا تختلف أثار أمانيه بالنسبة له... لأن الفكرة وإن أبدع في التفكير في جوانبها وجودة مخرجاتها لن تجد آذاناً صاغية وبالتالي إن فكر بـ«الطناش» لكل ما أنعم الله به عليه من حسن البصيرة ورقي الطرح فسيجد نفسه على نفس الخط ويحظى بالتقدير.

لذلك٬ عندما يستوي الذي يعمل بكل ما تحدده أخلاقيات المهنة وإنسانيته وإبداعه في مجاله مع من لا فكر ولا إبداع ولا موهبة له سوى «الترزز» و«تصفيف الكلام» حينئذ تصبح الحالة «خراباً» وهو ما حددته منظمة الشفافية العالمية في مؤشراتها المعنية بالفساد.

والشاهد إن معظم من يتقن سلوك «الترزز» و«تصفيف الكلام» وإن كان قولهم مجافياً للحقيقة نجدهم في موقع مخصص لآخرين يختلفون جملة وتفصيلاً حيث الإبداع والمعرفة والموهبة الخلاقة.

إذا أردت أن تصنع جيلاً منتجاً فعليك أن تختار التعليم «الصح» فكما أشرنا في مقالات عدة إن مقياس تطور البلدان يعتمد على جودة التعليم ومخرجاته.

إنني مضطر في هذا المقال أن «ألاعب» المفردات قدر المستطاع لإيصال الفكرة لمن يدرك أهمية المعرفة وأخلاقيات المهنة ومحصلة الاستعانة بالمبدعين أصحاب الرؤى.

اجتماعياً... نحن مجتمع مبدع مع وقف التنفيذ.

اجتماعياً... نحن نحلم بتعليم مميز مع وقف التنفيذ.

اجتماعياً... نحن نسمع عن الفساد ومحاسبة الفاسدين مع وقف التنفيذ.

اجتماعياً... نحن نبحث عن تكافؤ الفرص ومنح الكفاءات مهمة الإصلاح مع وقف التنفيذ.

اجتماعياً... لو خرجنا من البيت وسلكنا أي طريق نعلم أن «الزحمة المرورية» تم حلها مع وقف التنفيذ.

عزيزي القارئ... عزيزتي القارئة.. صغير في السن كنت أم بالكاد تستطيع أن تمشي بمساعدة «العكاز» نحن منذ عقود عدة نحلم ونتمنى وتنتهي أحلامنا مع اختيارنا أو مجبرين على حبسها مع وقف التنفيذ.

ومتى ما رفعنا الحجز الاختياري أو ذلك النوع الذي أجبرتنا عليه التركيبة الاجتماعية مؤسساتياً وأفراداً نستطيع أن نشعر بنقلة نوعية توصلنا إلى مصاف الدول المتطورة..... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك