أحمد عبد الملك يكتب - مستقبل اليمن.. قراءة موضوعية

زاوية الكتاب

كتب 584 مشاهدات 0

اليمن

وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى عدن يوم الـ22 من سبتمبر المنصرم، بعد حوالي ستة أشهر خارج بلاده، عقب اجتياح قوات الحوثي وأنصارها من جيش الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح محافظات اليمن ومدنه كافة، وسيطرتهم على مرافق الدولة، ومحاصرتهم القصر الجمهوري واقتحامه، وشَل المرافق العمومية كافة.

لقد استعادت قوات المقاومة الشعبية، بمساندة قوات التحالف، مدينة عدن، ووعد هادي بالعودة إلى صنعاء بعد تحرير المدن والمحافظات التي استولت عليها المليشيات الانقلابية.
وربما كانت مغادرة اليمن أسهل من دخوله مجدداً، وبالقطع فقد كان حلمنا أن تعود الشرعية إلى صنعاء خلال أسبوعين لا أقل، لكن العمليات العسكرية لقوات التحالف استمرت حتى الآن لما يزيد على تسعة أشهر.
لم تكن الأوضاع سهلة، وإن هذا التأخير في حسم «عاصفة الحزم» يُنبئ عن تعقيد الأوضاع وصعوبة القضاء على المليشيات التي تساندها الطبيعة وكثرة الأسلحة المتدفقة عليها من إيران.

لا يمكن إنكار تفرد «عاصفة الحزم»، بعيداً عما جرت عليه العادة في مثل هذه الأحداث، خصوصاً وأن دول مجلس التعاون عادة ما تنأى بنفسها عن التورط أو «المبادآة» العسكرية، فخلال الحروب الست في اليمن لم تتدخل هذه الدول مباشرة في المواجهات العسكرية، لكنها كانت مدركة لخطورة حرب عام 1994، حيث حاول «صالح» التخلص من الجيش اليمني ليحِل محلَّه الحرس الجمهوري بقيادة ابنه أحمد، والذي كان يخطط لخلافته في الرئاسة، وهو طريق قطعه عليه الشعب اليمني.

لم يكن أمام السعودية وبقية دول «التعاون» إلا شن حرب جوية لوقف تمدد الحوثي إلى التراب اليمني كافة، والتي كان ينوي الانطلاق منها نحو زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، بدعم إيراني، خصوصاً وأن المذهبيات الإمامية الجعفرية قد سعت لنشر الفوضى والكراهية وتمزيق الدولة الوطنية في كل من العراق وسوريا ولبنان، حيث لم تلتفت إلى الشعب كمواطنين بقدر ما التفتت لأتباعها وحثتهم على زرع الفتنة الطائفية وعرقلة جهود الحفاظ على الأمن والاستقرار، مما أوجد «دولة» داخل الدولة الشرعية!

والسؤال هو: لماذا لم تتورط إيران بشكل عسكري ظاهر في حرب اليمن لدعم الحوثي؟ أهي حكمة إيران القاضية بالانتظار -كما يقول صديقي- إلى أن يكسر الفخار بعضه بعضاً، ومن ثم تتحرك لتحقيق هدفها من دون خسائر، كما فعلت في العراق ولبنان وتفعل الآن في سوريا؟

لقد سقط مشروع الحوثي، لكن متى وكيف تعود الحياة الطبيعية إلى اليمن؟ وهل سيكون ثمن الدخول إلى صنعاء رخصياً وسهلاً؟

الآن - جريدة الاتحاد

تعليقات

اكتب تعليقك