عبداللطيف الدعيج يكتب: أنا مع تدويل الحج!
زاوية الكتابكتب سبتمبر 29, 2015, 12:23 ص 787 مشاهدات 0
القبس
تدويل الحج مثل الحكومة المنتخبة
عبداللطيف الدعيج
أنا مع تدويل الحج، او مع انشاء لجنة اسلامية من جميع المسلمين، لتنظيم عملية الحج، وتسهيل عملية قيام جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم وطرقهم بأداء ما اتفق عليه من مناسك الحج. لكن الدعوة الى مثل هذا التدويل يجب ان تنطلق اولا من حسن نية، ومن رغبة حقيقية في خدمة الاسلام والمسلمين، وليس خطة سياسية لإزعاج هذه الدولة او الانتقاص من مكانة تلك. وقبل هذا وذاك انا مع تدويل الحج ان انطلق من الاعتراف الضروري والمستحق بالجهود العظيمة التي بذلتها وتبذلها المملكة العربية السعودية. وأنا مع تدويل الحج ان كان يعني «المساعدة» في تنظيمه وتقديم الاستشارات والتكفل بالنفقات التي تستلزم تسهيل مقام وحركة الحجيج.
لكن حتى هذا التدويل المقترح بحاجة الى قواعد واساسات، ليست مع الاسف متوافرة حاليا لدى كثير من المسلمين، خصوصا دعاة التدويل والمبشرين به. هذا يذكرني تماما هنا بأمر دعاة «الحكومة المنتخبة» عندنا. فأغلب الداعين، او بالاحرى المدعين هنا، غير ديموقراطيين اصلا. وليس لديهم ايمان حقيقي بالقواعد والمبادئ الديموقراطية. بل هم يسعون كما اتضح وبوضوح الى فرض رأي طائفة او اغلبية على البقية. واستثناء الغير من فرص المساواة والانتقاص من حقوقه.
وهذه الحال مشابهة الى حد ما حال المسلمين اليوم. فهم مقسمون الى طوائف ومذاهب تتقاتل، يكفر بعضها بعضا، وتنبذ او بالاحرى تهدد الاكثريات وجود الاقليات. لهذا فإن من الصعب خلق هيئات او انشاء مؤسسات تدير بحرفنة ومصداقية وشفافية شؤون المسلمين. حاليا اثبتت الادارة في المملكة العربية السعودية، وطوال السنين التي مضت، انها أهل لإدارة شؤون الحج. وان جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم واصولهم يؤدون مناسك الحج بلا قيود او توجيه او تدخل مباشر في العقيدة من قبل المسؤولين في المملكة.
ان حسن النية مطلوب والتعاون ضرورة. لذا فإن كان لدى احد مقترح او رأي في تجنب الازمات او الحوادث التي يتعرض لها الحجاج، فإن من نافل القول ان على هؤلاء ان يتقدموا بحسن نية وصفاء سريرة بمقترحاتهم، وان على المسؤولين في السعودية على الجانب الآخر ان ينظروا الى هذه المقترحات بجدية وحيادية، وبما يتفق وامن وسلامة جميع من يؤدون مناسك الحج.
ومن هنا والى ان يكون لدينا مسلمون ومؤمنون حقيقيون فإن الادارة «السياسية» لعملية الحج، التي تتولاها السلطات السعودية، هي الضمان الوحيد لاستمرار كل المسلمين في ممارسة معتقداتهم واداء مناسك الحج دون قيود او شروط.
تعليقات