تطوير المناهج والعملية التربوية سنة من سنن الحياة!.. بنظر وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 410 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  /  التطور سنة الحياة

وليد الرجيب

 

نستغرب من الدفاع المستميت من قبل الإسلام السياسي، للإبقاء على المناهج الدراسية الحالية، وكأن الاتجاه لتطوير المناهج سيحول أبناء المجتمع إلى كفرة، أو ربما السبب هو محاولة الإسلام السياسي للحفاظ على منجزاتهم الرجعية في مجلس الأمة، والتي تم فرضها على المجتمع، لتحويل الدولة المدنية إلى دولة دينية، مثل قانون منع الاختلاط وعدم تجنيس غير المسلمين وغيرها.

فتطوير المناهج والعملية التربوية، مثلها مثل أي شيء آخر هو سنة من سنن الحياة، فالزمن لا يتوقف وإنما يتقدم بشكل متصاعد، ولا أحد يريد إيقاف الزمن وتغير الواقع سوى المحافظين، لكن محاولة إيقاف الزمن عملية عبثية لا جدوى منها، وغير ممكنة بل مستحيلة حسب العلم وشواهد التاريخ.

فلم تستطع أي قوى محافظة عبر التاريخ، أن تبقي الأمور كما هي في حالة ساكنة أو جامدة، لأن الحياة والمجتمعات تسير في حركة دائمة، فلا الكنيسة وسلطتها المطلقة في العصور الوسطى في أوروبا ولا ملوكها وإقطاعيوها استطاعوا إيقاف عجلة التاريخ وعملية التقدم، ولو كان العالم يسير على هوى المحافظين والرجعيين، أي على عكس منطق التاريخ، لما وصل إلى هذا التطور في المنجزات العلمية وأفكار الاستنارة، ولبقيت العقول عند حدود الإنسان البدائي.

فالمناهج الدراسية، بغض النظر عن إشارات الغلو الديني فيها، تعتمد على الحفظ والتلقين لا استخدام العقول، فالمحافظون يكرهون ويعارضون استخدام العقول، رغم أنهم يستغلون كل منجزات العلم والحضارة، التي أنتجتها عقول البشر، بل حتى الإرهابيون الذين هم الوجه المتوحش والقبيح للمحافظين، استخدموا منجزات العلم والتكنولوجيا الحديثة.

فالفرق بين العقل التقدمي والعقل المحافظ أو الرجعي، هو أن التقدمي يسعى للتقدم سعياً إلى رخاء الإنسان وتطوره وسعادته، بينما المحافظ من أشد المعادين للتقدم، ويرى فيه كشفا لأزمته وتمسكه بالقديم، وهذا لا علاقة له بالأديان والطوائف، بل إن العقل التقدمي يحترم التراث والمعتقدات والثقافات المختلفة، ولا يسعى إلى هدم التراث بل الانطلاق منه والبناء عليه.

إن الدفاع المستميت من الإسلاميين السياسيين عن المناهج القديمة، هو دفاع عن مشروعهم لتحويل الدولة إلى دولة دينية، بالضد من الاستنارة وبناء الدولة المدنية الحديثة، وهذا الدفاع أيضاً يعكس أزمة الإسلام السياسي، وعزلتهم عن الجماهير التي بدأت تنفض عنهم، بما في ذلك الأحزاب الحاكمة كما حدث في مصر وتونس ويحدث في تركيا الآن.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك