الحكمة تحتاج لصوت الصدق

محليات وبرلمان

يا من تأكلون التمر، ترى الشعب يعد الطعام

2383 مشاهدات 0


                                                                      

تحتبس أنفاس الناس انتظارا لانفراج الأزمة بين السلطتين، وتنتظر الدولة رأي المرجع الدستوري الأعلى، وتتداعى قوى الخير مطالبة بالحفاظ على الحزام الأمني الذي حفظ السفينة أيام الطوفان- دستور 1962، وتردد بصدق قائلة: قولوا ما شئتم في الاستجواب وأهله ومادته ولكن لا تفرطوا بالدستور تحت ذرائع مختلفة: فتارة الاستجواب 'مو وقته'، ومرة الاستجواب 'طائفي'، وأخرى الاستجواب 'خط أحمر'، إلى أن كشرت العداوة للدستور بأنيابها وأعلنت على الملأ أنها مع تعليقه على لسان من جاء بهم الدستور من العدم السياسي!
  إن قوى الفساد والاستفراد قد شمرت عن ساعديها، و'زهبت حساباتها'، وفتحت شبابيك الفوضى أملا في إجهاض الدستور وغياب الرقابة الشعبية، تحرض على الدستور علانية، وتتأهب للنهب بفارغ الصبر وعلى أحر من الجمر، وهي تردد: شسوى المجلس غير الحنة والدندرة؟ ولم تسأل يوما: شسوت الحكومة غير الجمود والفساد وممارسة الصمت والتراجع والضعف؟
 لم لا يقف رئيس الحكومة على المنصة؟ لماذا لا يقرأ بيانا مكتوبا يعده مستشاروه ويرد فيه على مادة الاستجواب؟ لماذا لا تلجأ الحكومة للمحكمة الدستورية متذرعة بعدم دستورية الاستجواب- وليقل القضاء الشامخ كلمته؟ لم لا ترحل الحكومة وتأتي غيرها؟ لم لا يرحل المجلس ويقول الشعب كلمته في صندوق الاختيار؟
 إن الحكمة العليا ترقب المشهد بعين الحنون على هذا الوطن، وبقلب الوالد الذي لا يتخذ القرار قبل الاستماع إلى كافة الأطراف، وإنه لمن الوطنية والإخلاص أن ترتفع الأصوات المخلصة الوفية لهذا البلد العزيز علينا جميعا، وتسدي النصح الصادق، وتردد بأصوات المخلصين خلف القيادة الدستورية الحكيمة الرسالة الأصح: الدستور خط أحمر!!
 إن من رفعوا شعارات الوطنية والديمقراطية مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يثبتوا بأن تلك الشعارات لم تكن مطية للمصالح، ولم تكن وسيلة للمناقصات، ولا هي مشروطة بوصولهم هم وليس غيرهم، وإنما هي مبادئ ثابتة لا تراجع عنها، وأن يسجلوا موقفهم ضد الاستجواب ومادته ومقدميه- إن أرادوا- لكن من المعيب والمخجل حقا، أن تنعقد ألسنتهم في يوم للكلمة وقع السيف، وللموقف شموخ الجبال.
ولتتذكر القوى الانتهازية التي ترقب المشهد، وتنتظر 'وين تروح المايه'، أن الشعب الكويتي الأبي ليس بغبي، وبأنهم 'إن كانوا يأكلون التمر، فالشعب يعد الطعام'.....
فلنردد جميعا: الدستور خط أحمر...
عاشت الكويت حرة أبية في ظل دستور 1962 بقيادة سمو الأمير وولي عهده الأمين –حفظهما الله ورعاهما.
 
                                                              

تعليقات

اكتب تعليقك