من شأن العناد أن يدمر كل أمل بالإصلاح!.. هكذا يعتقد وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 20, 2015, 12:43 ص 412 مشاهدات 0
الراي
نسمات / مازالت المعارضة تحلم!
د. وائل الحساوي
كلام الاخ محمد هايف في مقابلته مع جريدة «الراي» عن ان المقاطعة الثانية لنواب المجلس المبطل خطأ ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، هذا الكلام هو عين الصواب اذ ليس من الحكمة او التمسك بالمبادئ ان تصر كتلة الغالبية على موقفها من مقاطعة المجلس لا سيما بعد ان قالت المحكمة الدستورية كلمتها ولا مجال لأن يتم تغييرها او التراجع عنها!
العمل السياسي يتطلب المرونة والعقلانية ومن شأن العناد والاصرار على الرأي ان يدمر كل امل بالاصلاح ونحن ندرك بأن اعداداً كبيرة من نواب الغالبية قد ادركوا استحالة استمرارهم بالمقاطعة، وان من شأن ذلك ان يغلق الباب امامهم للرجوع الى المجلس الى الابد!
ومع احترامي لكلام الدكتور وليد الطبطبائي لجريدة «الراي» يوم السبت الماضي من ان الغالبية تعتبر مبررات المقاطعة قائمة، وان خلافهم مع الحكومة لا ينحصر حول شكل القانون الانتخابي فقط وانما حول صلاحيات المجلس والتي لم تتغير حتى الآن ويطالب الطبطبائي الحكومة بالاعتراف بخطئها، واحترام الدستور.
لا شك ان كلام الدكتور الطبطبائي هو كلام حالم ولا موقع له في الواقع، فالحكومة لن تعتذر لأنها لا ترى بأنها قد ارتكبت اخطاء وانما مارست صلاحياتها الدستورية، وقد عادت الحياة الى المجلس بعد ان انعزل قيادات المعارضة بالرغم من فقدان كفاءات كنا نتمنى وجودها في المجلس ومشاركتها في البناء!
ويعلم الدكتور الطبطبائي بأن نسبة كبيرة من نواب الغالبية قد قرروا التراجع والمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة وعلى رأسهم نواب الحركة الدستورية (حدس) فعن اي مقاطعة يتحدثون؟!
لقد تعجبت من تكرار قوى المعارضة وضع شروطها الثلاثة من اجل المشاركة في البرلمان وهي حل المجلس وحل الحكومة وعودة الشرعية، ولقد تبين بأن مسألة حل المجلس قد اصبحت من الماضي، فقد بقيت على فترته سنتان منهما سنة للانجاز وسنة للاستعداد للانتخابات المقبلة، وكذلك فإن حل الحكومة هو ورقة بيد الحكومة تلعبها متى شاءت!
اما الشرط الثالث فهو شرط غريب، وقد عجزت عن فهمه، فهل عودة الشرعية تعني عودة مجلس 2012 بكامل اعضائه بنظام الاربعة اصوات، ام هو الاصرار على عودة الاخ احمد السعدون لرئاسة المجلس الجديد مهما تغيرت تركيبته!
ليس اسهل من التنظير لمشاكل البلد وطرح الحلول النظرية، ولكن لا بد ان تدرك المعارضة بأنها قد ارتكبت اخطاء جسيمة حينما قاطعت الانتخابات البرلمانية وتركت مقاعدها شاغرة لبعض قليلي الخبرة او غير الاكفاء، ثم انها اليوم تتمادى في الخطأ عندما تعتقد بأن العالم سيقف وينتظرها لكي تقرر الرجوع الى الساحة بعد تلقي الاعتذارات من الحكومة، بينما نعرف بأن الحكومة تتمنى زوال المعارضة من الوجود وتفرح بانعزالها وترك المجال لها لإدارة البلد وحدها!
تعليقات