البلاد الفاشلة هي التي تكون في خدمة الرئيس وليس العكس!.. برأي صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 384 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  ليتني كنت منهم!

صالح الشايجي

 

البلاد الناجحة هي التي يكون فيها الرئيس في خدمة البلاد.

والبلاد الفاشلة هي التي تكون فيها البلاد في خدمة الرئيس.

هذه خارطة واضحة المعالم لنجاح البلدان أو فشلها.

نحن في العالم العربي مصنفون مع الأسف من ضمن البلاد التي تخدم الرئيس ولا يخدمها.

والرئيس هنا رمز لحكومته أو حكوماته، فتلك البلاد تخدم الى جانب الرئيس ورؤساء حكوماته الوزير والوكيل والمدير وكل صاحب نفوذ سياسي.

يجوع الشعب ويتشرد ويهاجر بحثا عن عمل من أجل تأمين لقمة عيش له ولأولاده، بينما يتخم الرئيس وزوجه وبنوه وتابعوه وتابعو تابعيه.

ولست هنا بصدد تكرار ما هو معروف وما بات من أدبيات السياسة العربية، ولكنما قصدت أن أقفز من هذا الشرك العربي إلى آفاق أوسع، لنرى البلاد الأخرى غير العربية وكيف هي بلدان ناجحة وشعوبها شعوب ناجحة منتجة تخدم البشرية وتسعدها وتسعد هي بما تعمل وبما تحقق وتنجز وتكسب، حتى لو كان كسبها قليلا.

تلك الشعوب لم يسخرها رؤساؤها لخدمتهم، ولم يأت أولئك الرؤساء إلى قصور الحكم على جثث وأشلاء ودماء، ومن خلال مؤامرات وانقلابات وحشية، بل جاءت من خلال طرق شرعية واضحة، تحدد للرئيس ما هو له وما هو عليه والمدة التي يمضيها في قصر الحكم، فإذا ما انتهت تلك المدة، غادر وعاد إلى بيته والى وظيفته السابقة قبل الرئاسة.

لذلك فإن شعوب تلك البلاد ليست مهمومة برؤسائها، وكيف تقتلعهم من كرسي الحكم بعدما شابت الأجنة التي كانت في أرحام أمهاتها حين تولى الرئيس مقاليد الحكم، مثلما يحدث في ديار العربان.

كما أنهم ليسوا مهمومين بقضايا تراثية أو عقائدية، رغم اختلاف مللهم ونحلهم وطوائفهم وأديانهم، إنهم يعيشون الحاضر ناسين الماضي أو ربما لا يشغلون أنفسهم في معرفته وتقليب صفحاته مثلما يجري في عالمنا العربي المنكوب.

وهذا هو ما يجعل تلك الشعوب سعيدة لا يشغلها مصير بلادها الهادئة المستقرة سياسيا، فتلتفت الى الإنجاز والعمل وخدمة البشرية، ورغم قلة ما تحصل عليه من عائد مادي لقاء عملها، فهي أكثر سعادة من رب عملها المترف الغني المرفه الذي ينتمي إلى بلاد عربية منكوبة برؤسائها وهمومها السياسية التي تطورت في السنوات الأخيرة لتصير حروبا ودمارا ودماء.

هم رغم فقرهم أسعد منا في غنانا وترفنا.

وأنا لا أحسدهم بل أهنئهم وأتمنى لو كنت منهم.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك