أوروبا بلا موقف موحد حتى الآن

عربي و دولي

اللاجئون بأوضاع مأساوية على حدود دولها، وكرواتيا على خطى المجر

2758 مشاهدات 0


أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني اليوم أن التكتل الذي يضم 28 دولة لا يمكنه طرح حلول فورية لإنهاء أزمة التدفق المتزايد للاجئين على القارة العجوز.

وقالت المسؤولة الأوروبية في تصريح خاص للتلفزيون الجزائري 'ليس باستطاعتنا ايجاد حل لأزمة اللاجئين بين عشية وضحاها الا اننا سنستقبلهم (اللاجئين)' مؤكدة ان ذلك يستند إلى 'المبادئ الاساسية التي يتمسك بها الاتحاد الاوروبي في اطار احترام حقوق الانسان'.

وأوضحت أن 'أوروبا لن تتخلى عن مبادئها خاصة وأن القارة عاشت في الماضي أزمات وحروبا رهيبة وهي تدري معنى وضع اللاجئ' مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي بصدد تطوير شراكة مع الدول المعنية من أجل تسيير أزمة اللاجئين.

وشددت على أن 'الاتحاد الاوروبي مطالب بتطوير مقاربة مشتركة لإدارة الازمات الحاصلة من حولنا' خاصة في افريقيا وتشجيع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

كما لفتت إلى أن لقاء قمة أوروبيا مرتقبا في شهر نوفمبر المقبل في مالطا يندرج في هذا المسعى بهدف 'النظر مع الشركاء الأفارقة وكذلك بالشرق الاوسط في سبل دفع التنمية المستدامة'.

كما جددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الاوروبي توافق وجهات النظر مع الجزائر حول الأزمة الليبية .
وقالت في هذا السياق إن 'الشعب الليبي يجب أن يستعيد سيادته واستقراره وأمنه' مؤكدة 'أهمية دعم الشعب الليبي من أجل اعادة الاستقرار الى بلده وتطلعاته الى حكومة وحدة وطنية واعادة اعمار البلاد'.

ومن المقرر أن تختتم موغريني اليوم زيارة عمل إلى الجزائر التي وصلتها مساء أول من أمس بهدف مواصلة تعميق الحوار بشأن وضع وآفاق العلاقات بين الجزائر والاتحاد الاوربي.

وعقدت موغريني لقاء مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كما أجرت مباحثات مع وزير الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة تناولت المسائل الأمنية والسياسية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين.

وتوصف الزيارة بأنها الأولى التي تقوم بها موغريني إلى الجزائر منذ توليها منصب الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي في نوفمبر من العام الماضي.

من جهته قال رئيس وزراء كرواتيا زوران ميلانوفيتش إن تدفق اللاجئين والمهاجرين عبر حدود بلاده بات خارجا عن نطاق السيطرة مشيرا إلى أنه طلب من مجلس الأمن القومي الكرواتي عقد اجتماع لبحث الأزمة.

ولا يزال مئات المهاجرين يتدفقون عبر الحدود الصربية بالرغم من إغلاق كرواتيا جميع معابرها الحدودية باستثناء معبر واحد.

وتقول السلطات في كرواتيا إن 11 ألف مهاجر على الأقل دخلوا البلد خلال يومين، وذلك بعدما أغلقت المجر حدودها، لتقطع بهذا المسار السابق الذي كان يسلكه المهاجرون باتجاه دول الاتحاد الأوروبي.

وأعلن مسؤولون في كرواتيا مساء الخميس إغلاق طرق مؤدية إلى سبعة معابر حدودية مع صربيا.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه السلطات المجرية إقامة سياج بالأسلاك الشائكة مع كرواتيا لمنع تدفق اللاجئين.

وقال رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، إن السياج الذي يمتد على مسافة 41 كيلومترا، في المنطقة التي لا يفصل بين البلدين فيها نهر، سيكتمل بناؤه مع نهاية يوم الجمعة.

وقال أوربان 'يجب أن نطبق نفس الإجراءات التي طبقناها على الحدود المجرية الصربية'.

ويذكر أن نحو 600 جندي يساهمون في بناء السياج، كما سينشر 500 جندي إضافي الجمعة على أن ينضم إليهم 700 جندي آخر خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وأضاف رئيس الوزراء المجري قائلا إن بلاده نشرت مئات من أفراد الشرطة والجيش في المنطقة الحدودية مع كرواتيا.

وبنت المجر سياجا بالأسلاك الشائكة مع صربيا ارتفاعه 3.5 أمتار على حدودها مع صربيا علما بأن أكثر من 180 ألف لاجئ ومهاجر عبروا المجر في طريقهم إلى ألمانيا مرورا بالنمسا.

وأدى قرار المجر تسييج حدودها إلى توجه اللاجئين إلى طرق بديلة عن طريق كرواتيا وسلوفينيا هذا الأسبوع.

يأتي هذا في الوقت الذي حذرت فيه مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم من نفاد الفرص المتاحة امام اوروبا لوضع حل طارئ لأزمة اللاجئين المتدفقين عليها.

واعتبر المتحدث الاعلامي باسم المفوضية ادريان ادوردز في تصريح صحفي 'الفوضى' التي شوهدت امس الخميس على الحدود الصربية مع كرواتيا واغلاق الاخيرة لعدد من نقاط العبور انها 'دليل على الارتباك لعدم وجود موقف اوروبي موحد لحل ملف اللاجئين'.

واوضح ادواردز ان الاعداد الحالية تشير الى تدفق اكثر من 442 الفا و440 شخصا ما بين باحث عن حق لجوء او فرصة هجرة واستمرار تدفق نحو اربعة الاف شخص يوميا على الجزر اليونانية 'ما يعني ان الازمة تنمو وتنتقل من بلد الى آخر بلا حل'.
ولفت الى ان كل هذه الاعداد تواجه معاناة ومخاطر تتضاعف مع استمرار عدم وضع الية عمل واستراتيجية للتعامل مع هذه الازمة محذرا من ان هذه البيئة تمثل أرضا خصبة للمهربين والاتجار بالبشر.

واعرب المسؤول الاممي عن امل مفوضية شؤون اللاجئين في ان يحدث الاجتماعان الاستثنائيان للاتحاد الاوروبي يومي 22 و23 سبتمبر المقبل نقلة هامة للوصول الى اتفاق اوروبي يعكس 'استجابة إيجابية وموحدة ومتماسكة لهذه الازمة'.

وتامل الامم المتحدة في فتح قنوات قانونية لفرص الهجرة و تعزيز سياسات اعادة التوطين بما في ذلك ايضا جمع شمل الأسر ومنح تأشيرات لاسباب إنسانية او دراسية.

الآن - كونا - البي بي سي

تعليقات

اكتب تعليقك