وسائل التواصل صارت مرآة للمزاج السياسي للشارع!.. هكذا تعتقد فوزية أبل
زاوية الكتابكتب سبتمبر 15, 2015, 1:17 ص 429 مشاهدات 0
القبس
وسائل التواصل.. في قلب العمل السياسي
فوزية أبل
تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في المشهد السياسي أصبح أمراً واقعاً في عشرات الدول، إذ يجري توظيفها سياسياً في مجالات عدة وبوسائل متشعبة.
وفي العالم العربي أخذت قوتها وصيتها عبر الثورات المتتالية، واستطاعت القوى المتعددة (أو المتخاصمة أحياناً) حشد الرأي العام، وتعبئة الجموع في هذا المنحى أو ذاك.
وفي هذا السياق، فإن وسائل التواصل لم يعد دورها يقتصر على التفاعل بين أقارب أو تكوين صداقات، أو متابعة نشاط إنساني أو مبادرات شخصية.. الخ، بل استفاد منها السياسيون وأصحاب المسؤوليات أو القوى المتخاصمة، لأجل مناقشة الهموم وحشد التأييد (أو مواجهة ورفض التأييد لآخرين). هناك قدرات غير عادية تتوافر الآن لمناقشة الهموم السياسية وللضغط على بعض متخذي القرار.. بل أكثر من ذلك، أصبحت إحدى أهم وسائل القياس والتنبؤ بحركة الشارع وباتجاهات الرأي العام، والموقف من هذا الحدث أو ذاك داخل البلد وخارجه.
بتعبير آخر، أصبحت هناك علاقة طردية بين وسائل التواصل وبين الظروف و«الأزمات» السياسية والاجتماعية، وصارت نوعاً من حرية التعبير، وتزداد قوتها كلما احتاجت الظروف لخدماتها، وكلما تعززت حرية التعبير والحراك في هذا المجال.. فبعض البيئات الاجتماعية لا تتاح لها المشاركة الفاعلة أو التأثير في الرأي العام، نظرا إلى القيود الصارمة التي تفرضها عدة دول في القارات الخمس.
ومع انطلاق ثورات «الربيع العربي» (وأيضا التطورات المتلاحقة في بلدان أخرى) صارت مصدراً مهمّاً لتبادل الخبر العاجل، وردود الفعل عليه، واكتسبت وظيفة تعبوية كوسيلة لحشد الرأي العام، من أجل هدف معين.
وبالطبع، فإن وسائل التواصل صارت تؤدي وظيفة سياسية لنواب أو وزراء، أو معارضين ونشطاء، وقد خصص لهم صفحات على الإنترنت وحسابات على تويتر.. وعلى النطاق الأوسع فإنها صارت بديلة عن مؤسسات مجتمع مدني، وعن قوى يفترض أن تكون فاعلة في المجتمع.
أما دور شبكات التواصل في نشر أعمال وطروحات التنظيمات الدينية، فهو يبرز أكثر فأكثر بالنظر إلى تفاقم النقاش حول خلفيات الأزمات التي تهز الدول. فبعض المواقع تقوم على هذا النحو بتجنيد الشباب والترويج الكامل لأفكارها على امتداد القارات الخمس، بعدما كانت محصورة داخل بلد معين، أو حتى إحدى مناطق البلد!
وتشهد الفترة الراهنة صعوداً متجدداً لدور وسائل التواصل، (تويتر ويوتيوب)، لكونها تلعب دوراً مهماً في الأحداث، لا بل انها أصبحت جزءا من صناعة الحدث، وبالتالي جزءا من التاريخ لبعض الأحداث السياسية.
لقد صارت وسائل التواصل بمنزلة الحاضن الرئيسي لكل مجريات المشهد السياسي وتغيّراته ومنعطفاته، صعودا وهبوطا، سلبا وإيجابا، وأسلوبا للتعبير عن الرأي، وعن الموقف، وأصبحت تمثل بالتالي مرآة للمزاج السياسي للشارع.
بل أكثر من ذلك، صار «تويتر» بشكل خاص إحدى أدوات التسقيط السياسي والاجتماعي، وكأنما هي بمنزلة ظاهرة يومية في هذا التعاطي مع الخصوم، أو مع الأشخاص الممكن تعريفهم لهذه الممارسة.
تعليقات