عن الوحدة الخليجية ومخطط التقسيم!.. يكتب ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب سبتمبر 14, 2015, 12:56 ص 645 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / المشهد الأخير.. تقسيم العراق وسورية
ناصر المطيري
الحديث عن اعادة تقسيم دول المنطقة حديث قديم يتجدد على وقع تجدد الأحداث وتفاعلها بشكل متسارع في المرحلة الراهنة، آخر كلام في هذا الموضوع جاء على لسان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأميركية الجنرال فسنت ستورت الذي توقع فيما يشبه التأكيد تقسيم العراق وسورية كحل نهائي لوضع حدود فاصلة بين الأطراف العرقية والطائفية المتناحرة حالياً.
وفي أدبيات السياسة القديمة حول مستقبل المنطقة تكلم كثير من المسؤولين الأميركيين السابقين مثل كيسنجر وكونداليزا رايس والمنظرين في السياسة الدولية مثل الكولونيل بيترز الذي كتب عن حدود الدم في الشرق الأوسط، وما تُعرف «بخطة ينون».
في اسرائيل، كلهم تكلموا عن شرق أوسط جديد ترسم حدوده دماء العرقيات والطائفيات والتطرف الديني، وهذا ما يؤكده واقع اليوم الخطير
وسواء كان التقسيم مخططاً بتدبير مسبق أو هو نتيجة حتمية لواقع مضطرب في المنطقة فإنه يبقى خطراً داهماً على استقرار المنطقة شعوباً وأنظمة، لأن مقص التقسيم السياسي لو شق طريقه لن يتوقف في دولة أودولتين فحسب وعلى الأرجح أن يتسع نطاقه لاسيما بعد انتشار عدوى الصراعات الدينية المتلبسة بالسياسة في أغلب دول المنطقة وإن بدرجات متفاوتة.
فهل يستثني خطر أو مخطط التقسيم اليمن أو بعض دول الخليج مثلاً؟ وما الذي لا يضمن امتداد خط التقسيم لدول كبرى كمصر وليبيا، وبالطبع السودان سبقت كل الدول مبكراً.
المهم في الموضوع هو كيف يمكن لنا كدول خليجية حماية أمننا وحدودنا المستقلة من خطر زحف التقسيم الذي تتكلم عنه دوائر القرار في أميركا والغرب؟ ماذا أعددنا وهل هناك استراتيجية خليجية موحدة للتعامل مع المتغيرات الكبرى القادمة والمتسارعة؟
المؤسف والمرير أن ما نشاهده من موقف خليجي في هذا الاتجاه هو دون الطموح ومخيب للآمال بل انه مثير للقلق.
فالسياسات الخليجية تبدو متباينة في التعاطي مع الملفات الإقليمية وأهمها الموقف من مستقبل سورية ومسألة بقاء الرئيس بشار الأسد أو رحيله، وكذلك الحال التعامل الخليجي مع ايران لا يبدو أنه يسير في خط منتظم وموحد فالعلاقات الخليجية الايرانية هي علاقات ثنائية وليست جماعية بمعنى أن كل دولة عضو بمجلس التعاون الخليجي تتعاطى مع ايران بسياسة منفردة دون تنسيق موحد الأمر الذي يضعف الموقف الخليجي ويسهل شق صفه.
ولا ننسى الأجندات الدولية التي تتحرك بتسارع لتنفيذ مصالح الدول الكبرى، والتحالفات الدولية لها اهدافها وأبعادها في المنطقة، كل ما يجري على الأرض اليوم ينذر بالتقسيم، وما لم نتخذ كدول خليجية ما يحفظ استقرارنا وكياننا فإننا نواجه الخطر الداهم وسط اضطراب الوضع وتعقيداته الحالية، لذلك الوحدة الخليجية تأتي على رأس الضرورات العاجلة في الوقت الراهن.
تعليقات