أحمد الجارالله: أصل الإرهاب القضية الفلسطينية
زاوية الكتابكتب يوليو 18, 2007, 9:03 ص 520 مشاهدات 0
الافتتاحية
أصل الإرهاب ومنابعه
ربما عثر الرئيس الاميركي اخيرا على اسباب الارهاب ومنطلقاته. فبدلا من ان
يعلن الحرب عليه في افغانستان, ويعتقل عناصره بلا محاكمات في غوانتانامو,
وبدلا من ان يعلن عليه الحرب في العراق ويطارده في أزقة الانبار وشوارع
بغداد, وضواحي كركوك... وبدلا من ان يثمن الجهد الطيب الذي بذله الرئيس
الباكستاني برويز مشرف وادى الى إخماد فتنة المسجد الاحمر الارهابية, وبدلا
من ان يعلن دعمه لمجهودات الجيش اللبناني في شمال لبنان, وتطهيره لمخيم نهر
البارد من عصابة »فتح الاسلام« الارهابية... بدلا من كل ذلك ذهب الى رأس
النبع, والى مسبب الاسباب, ودعا مجددا الى مؤتمر دولي لاحياء عملية السلام في
الشرق الاوسط. هذه الدعوة التي جاءت متأخرة تعني بالدرجة الاولى ان الرئيس
الاميركي وضع يده على اسباب الارهاب ومنطلقاته, وهي بالتحديد القضية
الفلسطينية, والتي باسمها تشكلت المنظمات, وقامت حركات التحرر, ونشأت
الاصوليات الجهادية, وتم حشد العالم, بدوافع ايرانية ضد السياسات الاميركية
في المنطقة, وتحولت بلدان الشرق الاوسط الى ساحات مواجهة معادية لواشنطن باسم
تحرير القدس, وقتالا ضد سياسة واشنطن المؤيدة دائما لاسرائيل.
هذه المرة يجب ان تدرك السياسة الاميركية ان تفريع الحرب على الارهاب بعيدا
عن اسبابها سيفاقم العمل الارهابي وسيتسبب في اغراق واشنطن في أوحال عسكرية
وسياسية تنال من هيبتها, وتصورها لسائر الارهابيين في العالم أنها قوة عسكرية
من ورق, هشة, وممكن القضاء عليها... من دون التوجه الى صلب الموضوع, وهو
القضية الفلسطينية فإن كل مجهودات محاربة الارهاب لن توصلنا الى نتيجة, فحل
القضية الفلسطينية, واقامة دولة للفلسطينيين, وانهاء الصراع العربي
الاسرائيلي, هو الاجراء الوحيد الذي يؤدي الى تجفيف نبع الارهاب, وبالتالي
الى اختناقه والقضاء عليه.
بعد ذلك , واذا ما رمت الدولة الاعظم بثقلها في سبيل انجاز هذا الحل التاريخي
يصبح بإمكان الاسرة الدولية ان تتوافق, عبر الامم المتحدة, على تشكيل جيش
عالمي يتولى ملاحقة الارهابيين ومطاردة فلولهم أينما كانوا. وهذا الجيش الذي
سيتكون بمشاركة كل الدول, من حقه التحرك على كل ارض بصرف النظر عن
السيادات,وعن النظريات المتصلة بالاستقلال, وبالخصوصيات, وما الى ذلك من
دعاوى لم يعد لها معنى في ظل عولمة ناهضة ستطيح بسائر الحدود, وتتطلب سيادة
أمن دولي لا فرق فيه, ولا تفرقة ولا تمايز, ولاتدعي دولة في ظلاله أنها تمتلك
أمنها الخاص, وسيادتها على اراضيها.
الجيش الدولي هذا هو الذي يتولى ملاحقة الارهابيين وإخماد نيرانهم أينما
اشعلوها, والعمل الكبير الذي قام به الرئيس الباكستاني حين قضى على التمرد
الارهابي في المسجد الاحمر, يمكن ان يكون من مهمات هذا الجيش العالمي الذي
لايملك للارهاب الا القوة العسكرية.
حبذا لو يتوج الرئيس بوش نهاية ولايته بانجاز الحل التاريخي للقضية
الفلسطينية, فهو قادر على هذه المهمة لو تحرر من الانحياز السياسي لاسرائيل,
واقتنع اخر الامر ان هذه القضية هي التي قامت على ضفافها كل حركات الارهاب,
وكل الحجج الارهابية التي تبرر قتال الاميركيين وملاحقتهم في الازقة الجانبية
لهذا العالم, وتصرفهم عن تجفيف منابعهم والقضاء على حججهم اي حل القضية
الفلسطينية التي باسمها قام كل هذا الشر واندلعت كل هذه النيران الارهابية
المتوحشة.
أحمد الجارالله
السياسه
تعليقات