مليارات لاجئي سوريا- يتساءل عنها زايد الزيد

زاوية الكتاب

8 مليارات دولار حصيلة ثلاث مؤتمرات في الكويت، فأين وجهتها ؟

كتب 2427 مشاهدات 0

مأساوية مخيمات لاجئي سوريا

الخلاصة

مليارات لاجئي سورية!
زايد الزيد 
 
مجددا، نواصل الكتابة عن لاجئي سورية والذين ساءت أحوالهم في الآونة الأخيرة مع تدفقهم وبمئات الآلاف على دول الجوار ومنها إلى دول قارة أوروبا، وكان الحظ حليفا لمن وصل منهم سالما بحياته وحياة من معه، بينما دفع بعضهم حياته بعد وصولهم جثثا هامدة تناثرت على الشواطئ.
 
والحقيقة أن أعداد اللاجئين السوريين ترتفع يوما بعد يوم وسط أوضاع مأساوية تلف حياتهم في مخيمات اللجوء، فالمأساة أكبر مما يتصوره انسان، فحسب ما كشفته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حسب تقرير لها نشر في يوليو الماضي فان «عدد اللاجئين السوريين تجاوز في الدول المجاورة 4 ملايين لاجئ وسيصل إلى 4.27 ملايين لاجئ بنهاية عام 2015، ويقيمون في لبنان والأردن والعراق ومصر وتركيا التي تستضيف عددا منهم يفوق عددهم في أي بلد آخر ويبلغ 1.8 مليون سوري، ويوجد 270 ألف سوري آخرون طلبوا اللجوء إلى أوروبا، إلى جانب 7.6 ملايين سوري نازحين داخل سورية، ويقيم 630 ألف لاجئ سوري في الأردن وفي مصر 300 ألف لاجئ. أما في لبنان فعددهم 1.173 مليون شخص»، تلك الأرقام المروّعة تكشف وبشكل جلي وواضح وجود خلل في آلية التعامل من قبل المنظومة الأممية الدولية مع هذه الكارثة الإنسانية الأكبر والأخطر في التاريخ الحديث».
 
وتلك الكارثة الإنسانية تقودنا للتساؤل عن حصيلة ثلاثة مؤتمرات أقيمت في الكويت وبمشاركة معظم الدول المنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة حيث بلغت «قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة في المؤتمر الأول 2013 نحو 1,5 مليار دولار منها 300 مليون دولار من الكويت، بينما ارتفعت قيمة التعهدات في المؤتمر الثاني الذي عقد في يناير 2014 الى 2,4 مليار دولار تعهدت الكويت بـ500 مليون منها و4 مليارات دولار قيمة تعهدات لمساعدات إنسانية للسوريين في مؤتمر المانحين الثالث بينها 500 مليون دولار أيضاً من الكويت»، أي أن قيمة التعهدات للمؤتمرات الثلاثة وصلت إلى ما يقارب 8 مليارات دولار، وهناك من يتساءل بشكل جدي: هل جميع الدول المانحة أوفت بتعهداتها للمؤتمرات الثلاثة؟ وإن كانت أوفت بتلك التعهدات فما الجهة المخولة باستلامها؟ وإن كانت الأمم المتحدة تسلمتها فكيف وأين صرفتها وما نوعية المصروفات والمساعدات؟ تلك أسئلة تحتاج إلى شفافية بالإجابة عليها حتى نغلق باب التشكيك والسخط بالموازاة مع غياب المساعدات عن ملايين اللاجئين السوريين في ظل تواصل معاناتهم اليومية وتحديدا سوء ظروف اقامتهم ومعيشتهم والخدمات المقدمة لهم خصوصا في بعض الدول العربية.
النهار

تعليقات

اكتب تعليقك