كيف نتعامل مع واقعنا ونتجنب التوتر اليومي؟!.. سؤال يطرحه ويجيب عنه وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 3, 2015, 1:02 ص 567 مشاهدات 0
الراي
نسمات / المأسوية تصبغ إعلامنا!
د. وائل الحساوي
قرأت سابقا دراسة عن مزايا الكتابات المنشورة مقابل التصفح باستخدام وسائل الاتصال الاجتماعي، ومن تلك المزايا أن القارئ للمقال أو الكتاب يأخذ وقته في القراءة، ويعيد القراءة أن استشكل عليه شيء، ويحتفظ بالمقال إن أراد الرجوع إليه، بعكس اخبار مواقع التواصل الاجتماعي التي تمر على أعيننا كشريط سريع لا يمكن ايقافه أو إعادة بثه، ولذلك تجد الإنسان يلهث وراء شريط المعلومات لكي لا يفوته شيء، مثلما نرى عند متابعة الـ «تويتر» من كم المعلومات وتنوعها !
في الحقيقة فإن حياتنا قد أصبحت تسير بوتيرة سريعة ومضطربة مثلما هي أشرطة الاخبار اليومية، ولا نكاد نقرأ خبراً ساخناً ومثيراً إلا ويأتي بعده خبر أشدّ اثارة، وللاسف إن اكثر الاخبار التي نقرأها أو نشاهدها هي عبارة عن أخبار محزنة، ما يصبغ حياتنا باليأس والقنوط !
بالطبع، فإن واقعنا اليوم أليم والاخبار ليست إلا مرآة لما يجري على ارض الواقع، وكثير من الناس يستغل فرصة اجازته في الخارج لكي يقفل هاتفه النقال ويبتعد عن سماع الاخبار، ولكن ذلك يعتبر حلاً موقتاً، إذاً كيف نتعامل مع واقعنا ونتجنب التوتر اليومي المفروض علينا ؟!
أولا: إجبار النفس على إهمال تلك الوسائل والانشغال بأمور أخرى لا تؤثر على نفسياتنا، ذلك ممكن ولكن ليس لمن لديه شغف بمعرفة ما يجري في العالم !
ثانيا: المتابعة المسحية التي لا تقف عند التفاصيل وانما تكتفي بمعرفة ما يجري في العالم دون تدقيق أو تؤثر فيه، وهذا شبه مستحيل على من يطلب الوصول إلى الحقيقة ليبني المواقف من خلالها.
ثالثا: الضغط على وسائل الاعلام لكي تخفف من تغطياتها المأسوية لما يجري في العالم والاكثار من الاخبار السعيدة، وهذه من المستحيلات لان وسائل الاعلام ترى بان فرصتها للانتشار والرواج لا تتم إلا من خلال تغطية الاخبار الساخنة، بل وللاسف فان اكثر الذين يتعاملون مع وسائل الاتصال الاجتماعي وينشرون بها هم من طلاب الشهرة ويهمهم أن يحققوا الشهرة والبروز من خلال بث اخبار قد يكون اكثرها مكذوبة أو محرّفة!! وهنالك مثل منتشر في الاوساط الاعلامية يقول: «اذا عضك كلب، فهذا ليس بخبر ولكن إن عضضت كلبا فهذا خبر!!».
إذاً فليس لنا امام ذلك إلا أن ندعو الله تعالى أن تتحسن الامور في جميع بلداننا وان يتبدل الشر بالخير، وذلك ليس على الله بعسير ولكن لابد لنا أن نغير ما بأنفسنا، وأن نبذل الاسباب لنشر الخير ونبذ الشر، وأن نأخذ على أيدي المفسدين وطلاب الشهرة.
تعليقات