الإعلام الحكومي يجب أن يقف إلى جانب الشعب قبل الحكومة!.. برأي ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب سبتمبر 2, 2015, 1 ص 492 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / انتهاء عصر الإعلام الحكومي
ناصر المطيري
تكتسب الصحافة وصف السلطة الرابعة فهي تملك قوة مؤثرة في توجيه القرار السياسي والاقتصادي بالرغم من أن سلطتها غير مباشرة، لكنها تملك الوسيلة الأساسية للترويج والدعاية.. ولها دور كبير في التأثير على الرأي العام وتسييره.
لذلك نجد الحكومات في العالم دائما تسعى لعقد اتفاق تراض مع الصحافة ووسائل الاعلام، وتسعى لتلبية طلباتها وسد حاجاتها.. وتعمل على استقطابها لصفها.. والحكومات قد تنجح أحيانا مع بعض وسائل الاعلام.. وتخفق أحيانا أخرى مع بعضها الآخر.
عندما تبدأ السلطة التنفيذية في أي دولة في العالم بادارة شؤون الناس، فانها في الغالب تكون صاحبة صلاحيات كبيرة جدا، وقد تستخدم هذه الصلاحيات بطرق خاطئة، ما يؤدي بالنتيجة الى الانحراف، والفساد، والتجاوز على الحريات الفردية وما شابه، دور الاعلام هنا، هو وضع الحقائق تحت الضوء، بمعنى أن الحكومة لاتستطيع أن تعمل في الخفاء، ولا ينبغي لها ذلك، وسلطة الاعلام هنا تدفع به لفضح الاخطاء التي ترتكبها السلطة التنفيذية بحق الشعب، وكما هو متعارف، فان بعض الحكومات التي تضع الدستور كخيال مآتة، ولا تعمل به الا من حيث كونه حاجة كمالية تزيّن بها شكلها أمام العالم، هذه الحكومات تصنع اعلامها الذي تريده بنفسها، واعلام من هذا النوع هو اعلام حكومي، تموله الحكومة كليا، لكي تضمن استمالته الكلية الى جانبها، لكن المشكلة أن المال المموِّل للاعلام الحكومي، هو مال عام، انه مال الشعب، ولهذا ينبغي أن يكون اعلاما شعبيا يقف الى جانب الشعب قبل الحكومة، اعلاما موضوعيا يعرض الحقيقة المجردة.
هذا التحالف بين سلطة الحكومة وسلطة الاعلام يعتبر من أقدم التحالفات، ومن قبل حتى أن يعرف مصطلح الاعلام كمسمى للتواصل وتبادل المعلومات وتناقل الأخبار، فقد كان الحكام والسلاطين يقربون منهم الشعراء والرواة من أجل أن يتناقلوا أخبارهم بين الناس ويثنوا عليهم في أحاديثهم وقصائدهم، ويبرزوا الصفات الحميدة حتى لو لم تكن فيهم.
وفي عصرنا الحديث كان الحكام دائما يقربون الكتاب والصحافيين والاعلاميين والادباء والمثقفين والمفكرين من مجالسهم، ومازالوا..
المتغير الجديد في سلطة الاعلام هو وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت في زمننا الراهن الوسيلة الشعبية الوحيدة للتعبير بعيدا عن الاعلام الحكومي، ولقد ادركت العديد من حكومات عالمنا الثالث خطر هذا الاعلام الجديد وبدأت تبحث في شتى الوسائل للتأثير فيه ومحاولة الحد من تمدد هذا الاعلام التفاعلي الذي بات يغذي الشعوب بالمطالب الديموقراطية وتوسيع الحريات والمشاركة في صنع القرار..
والحاصل أن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة غيرت مفهوم الاعلام التقليدي والرسالة الاعلامية القديمة وأصبحنا أمام الاعلام المباشر التفاعلي الذي يسبق الحدث ويصنعه ويتفاعل معه.
تعليقات