وفاة سعود... «خطأ طبي»! - يكتب د.تركي العازمي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 1, 2015, 12:17 م 3234 مشاهدات 0
سعود شاب كويتي... شعر بألم في جنبه وذهب للمستشفى وأعطاه الطبيب إبرة يقول «داخلك برد»، وبعد عودته للبيت تعب كثيراً فأسعف إلى المستشفى ولم يجد الطبيب الذي صرف له الإبرة... وعندما عاينه الطبيب الثاني علق: «ما فيك شي».. وأعطاه إبرة وبعدها تدهورت حالته ما اضطرهم لتحويله إلى الإنعاش وتوفاه الله رحمة الله عليه.
هذا ما نقل لي من كذا طرف حيث أفادوا بنفس مراحل التعب حتى الوفاة!
الكارثة...انه بعد أن تدهورت حالته قيل بأنه كان مصاباً بجلطة... «إنا لله وإنا إليه راجعون».
إنه سعود العازمي... وأرجو ألا يقال بأنها «فزعة» بقدر ما هو شعور آلمني كثيراً فهو ليس الأول ولن يكون الأخير من ضحايا التشخيص الخطأ!
لكن تشخيصاً خطأ شيء عادي وممكن... لكن تشخيصاً يؤدي إلى وفاة فهذا يعد «خطأ طبياً» يعاقب عليه المتسبب ولا يمكن السكوت عنه ولو من جانب إنساني!
بالله عليك يا وزير الصحة المحترم... هل يعقل أن تصرف إبرة من دون عمل الكشف والفحوصات اللازمة؟ أفدني بارك الله فيك.
التهاون في محاسبة المتسبب في
الأخطاء الطبية يحدث منذ أكثر من عقد من الزمان ومازلنا نعاني الأمرين من هذه الأخطاء المميتة.
في مجلس 2003 استجوب وزير الصحة الأسبق، وكان أحد محاور الاستجواب «تهاون الوزير في الأخطاء الطبية»... فاستقال الوزير بعد جلسة الاستجواب.
وفي مجلس 2007 استقالت وزيرة الصحة الدكتورة معصومة المبارك بسبب حريق مستشفى الجهراء وقد تحملت الوزيرة مشكورة مسؤوليتها السياسية.
وفي كوريا... استقال وزير الصحة بسبب فشله في السيطرة على «فيروس كورونا» ونحن تموت حالات بسبب الفيروسات والأخطاء الطبية ولا حياة لمن تنادي.
لا «تروحون بعيد»... في السعودية يُقال وزير الصحة بسبب مشادة مع مواطن ونحن «نصيح» ولا أحد «يسمع لنا»!
الغريب أن مواقع التواصل الاجتماعي نشرت خبر استمرار طبيب جراح في إجراء عملية
بعد انطفاء الكهرباء... تخيل انطفاء الكهرباء ونحن نعلم من الناحية الفنية أن المستشفيات يجب أن تكون مؤمنة فنياً بحيث إنه في حال انقطاع التيار الكهربائي تعمل مولدات الطوارئ على الفور وهو أمر فني صرف لا يجهله أحد ورغم هذا تنقطع الكهرباء في مستشفياتنا و(تخر) الأسقف وتمتلئ الممرات بالمياة مع الأسف.
وفي العودة لحادثة سعود العازمي رحمة الله عليه وما تعرض له وغيره من خطأ طبي مشابه٬ نسأل الحكومة عن ردة فعلها تجاه هذا الخطأ المميت!
سعود توفي رحمة الله عليه، وكل وما كتب الله له ونحن وذوو الفقيد نؤمن بقضاء الله وقدره لكن من هو المسؤول وما هو مصيره؟
نتمنى من الحكومة أن تفتح ملفات الأطباء، وتراجع مستواهم العلمي وخبراتهم، ومن هو دون المستوى تنهي عقده على الفور... وما نتطلع له هو معالجة تقييمية من قبل جهات محايدة لأن «الصحة» حقل لا يجب أن يلتحق به إلا من هو يستحق علماً وخبرة.
هذا ونختم بالقول... «إنا لله وإنا إليه راجعون»، ورحم الله سعود العازمي وجميع موتى
المسلمين وألهم ذويه الصبر والسلوان... والله المستعان!
تعليقات