ما الذي حلّ 'بالبرنامج الوطني لرعاية كبار السن'؟.. فوزية أبل متسائلة

زاوية الكتاب

كتب 482 مشاهدات 0


القبس

د.العبيدي.. 'حلمك تبدد'!

فوزية أبل

 

ما الذي حلّ «بالبرنامج الوطني لرعاية كبار السن» في الكويت؟ ماذا عن المصابين بالزهايمر، والوعود التي أطلقها وزير الصحة الدكتور علي العبيدي في مقاله بصحيفة الراي بتاريخ 7 أبريل 2013، بعنوان «رعاية المسنين.. حلم تحقق»؟
المقال كتبه معالي الوزير بمناسبة اليوم العالمي للصحة، تطرق فيه إلى وجود كفاءات وطنية قليلة جدا في هذا المجال، مثل الدكتور فيصل الصفي.
لكن لم يمر عامان على هذا القرار البالغ الأهمية حتى بدأ الحلم يتبدد! أجل، لقد قرر وزير الصحة ندب الدكتور الصفي ملحقاً في المكتب الصحي في لندن.
ما الحكاية يا معالي الوزير؟ الطبيب ذو الكفاءة العالية والذي يأمل أبناء البلد بالاستفادة من تخصصه وخبراته لأجل إنقاذ مجمل المصابين بأمراض الشيخوخة، تقوم بنقله إلى خارج البلاد؟ هل هذا يعني أن الخطة التي تحدثت عنها هي كلام في الهواء، ولا علاقة لها بترتيبات عملية «على الأرض»؟
الدكتور الصفي نعرفه جيدا حقا، ذو كفاءة عالية، وكان يؤمل أن يكون في طليعة المشرفين «الميدانيين» على مشروع بالغ الأهمية، وليس من المشاركين في عمل السفارة في بريطانيا.
لو كان هناك حقا برنامج وطني لرعاية كبار السن، كما يقول الوزير، لكان استعان بالكفاءات من أجل القيام بالتأسيس الفعلي للمشروع، ومعالجة الأزمة المتمثلة في انعدام وجود خطة حقيقية لمتابعة أوضاع المصابين بالزهايمر وسواه، فلا مسح عندنا ولا إحصاءات، ولا وجود عيادات متخصصة.
كان يفترض بمؤسسي البرنامج أن يدققوا في الوضع الميداني، وكان على معالي الوزير أن يعي معاناة الأهالي، لا أن يكتفي بإطلاق هذه الفكرة العظيمة، ثم يبادر ربما إلى تبديدها و«دفنها» عبر إرسال المسؤول الرئيسي إلى مهمة خارجية.
يكفي أن ننظر إلى التجربة العمانية التي تسجل نجاحات باهرة في تقديم الرعاية الصحية لكبار السن، وتحديدا في ما يخص أمراض الخرف والشيخوخة، فيما نحن لا نزال قاصرين عن مواكبة هذا الملف، حيث تم إنشاء عيادة اضطرابات الذاكرة (the memory clinic) بقسم الطب السلوكي بجامعة السلطان قابوس، تستقبل من يعانون من اضطرابات الذاكرة، لإجراء التشخيص والاختبارات النفسية والأشعة، ومتابعة المرضى وذويهم.
وأيضا أسست جامعة السلطان قابوس مجموعة أبحاث الشيخوخة والخرف، تتكون من أطباء وباحثين مختصين في مجالات علم التغذية، والطب السلوكي، وعلم الأدوية، وعلم الأمراض والطب الباطني.. إلى جانب الجهود الرائدة للاستشاري الدكتور حمد بن ناصر السناوي.
أهالي مرضى الزهايمر يعانون عدم وجود عيادات متخصصة، وعدم معرفتهم بكيفية العثور على الطبيب المناسب، وعدم إدراكهم بطرق التشخيص، ومراحل تطور المرض، وما هو المتوقع في المستقبل؟ إلى جانب معاناة لأسر دخلت في دائرة الشك بوجود مريض الزهايمر داخل الأسرة، ولا تعرف أين تتجه.
فيا معالي الوزير.. «حلمك تبدد».. فعليك بالتنحي!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك