مطارنا في مهب الريح!.. يكتب وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 439 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  أهم وسائلنا الإعلامية هو النفي!

د. وائل الحساوي

 

ألا تلاحظون معي بأن كثيراً من البيانات التي تصدرها الجهات الرسمية في الكويت هي عبارة عن نفي لإشاعات منتشرة عبر وسائل الاتصال الاجتماعي او غيرها من الوسائل، فعلى سبيل المثال فقد نفت وزارة الدفاع قبل ايام صحة ما تداولته وسائل الاتصال الاجتماعي في شأن عدم صلاحية صواريخ وزوارق القوة البحرية الكويتية وعن رغبة الوزارة في تثمين زوارقها، وقبلها نفت الخطوط الجوية البريطانية نيتها وقف رحلاتها الى الكويت بسبب ضعف الرقابة في مطار الكويت!!!

كذلك فقد انتشرت اخبار عن استيلاء إيران على حقل الدرة النفطي وتصدير النفط منه من دون الرجوع الى الكويت والسعودية المشاركين في هذا الحقل، فما كان من وزارة الخارجية إلا نفي تلك الاخبار وبيان ان الحقل مازال على وضعه ولم يطرأ عليه طارئ!!

هذه كانت امثلة من اهتمام مؤسسات الدولة ووزاراتها بنفي كل ما تبثه وسائل الاتصال الاجتماعي بحقها، ولنا تساؤلات حول ذلك منها: ما هي خلفيات تلك التسريبات وهل يمكن ان تكون من داخل الاوساط التي سربتها؟! وما هو حجم انتشار تلك التسريبات في المجتمع لكي يتم نفيها، فقد يكون انتشارها محدوداً بينما نفيها يزيد من انتشارها!! وهنالك قضية مهمة تتعلق بنفسيات المتلقين لتلك التسريبات، فمن طبع الناس ان يزيدهم النفي تصديقا للاشاعات ويقينا بأنها لو لم تكن حقيقة لما تم نفيها!!

أضف الى كل ذلك حساب الوقت والجهد الذي يستغرقه تتبع تلك الاشاعات والتفرغ للرد عليها، ولو انهم سكتوا عنها لماتت في مهدها.

مطارنا... في مهب الريح!!

قضية الأمن في مطار الكويت وفي بقية منافذ الحدود هي قضية جوهرية وقد ذكرت مرارا بأن الناظر لتلك القضية يلاحظ ضعفاً غير طبيعي في مستوى المراقبة، ونحن لا نلوم خطوط الطيران التي أبدت استياءها من ضعف المراقبة وخوفها ان تكون طائراتها عرضة للاختطاف او التفجير، ومعلوم بأن تلك الشبكة العالمية من المطارات وتعقيداتها لا تتطلب اكثر من نقطة ضعف واحدة في دولة لكي يتم من خلالها تسريب المتفجرات او الاسلحة داخل الطائرات.

أعلم بأن وزارة الداخلية ستستشيط غيظا وستبادر بالنفي وقد تتهم الكتاب بالكذب من اجل كسب الشهرة ولفت الانتباه وسترد بأنها تحكم التفتيش والرقابة على جميع المنافذ، ولست بصدد تقديم الادلة على ما ذكرته ولكن حسبي ما ذكرته جريدة «الراي» في عددها بتاريخ 31 /8 /2015 بعنوان «أمن المطار مكشوف نيابيا» ونشر صور جوازات سفر كويتية تم استخدامها من اشخاص آخرين للسفر عبر المطار، فهل وصل بنا التسيب الأمني الى درجة عدم التدقيق بالاشخاص المغادرين للمطار بالرغم من اختلاف صورهم!!

ما ذكره النائب نبيل الفضل من انشغال كثير من مسؤولي الامن في المطار بالهواتف الجوالة خلال مرور الاغراض للتفتيش هو امر ملاحظ ويدل على ان هؤلاء المسؤولين ليس لديهم اي روح للمسؤولية وانهم يمثلون عارا على «الداخلية»!!

فهل ننتظر حدوث كارثة جوية يتحدث عنها العالم كله لكي نبدأ بالتحرك الجدي؟!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك