عن زمن الكراهية!.. يكتب صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 440 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  زمن الكراهية

صالح الشايجي

 

تستضيف ألمانيا اللاجئين السوريّين وتوفر لهم السكن والماء والغذاء والدواء وكل مستلزمات الحياة، فيلاقي بعض العرب هذه المبادرة الإنسانية بالجحود والنكران والتشكيك، ويسرحون في التحليل ويمرحون في تقليب الأمور على غير أوجهها الصحيحة مستخدمين الحكمة العربية الخالدة «لم تستقبلهم لسواد عيونهم».

أحد المشايخ المسلمين يلقي خطبة إنسانية رائعة وراقية في البرلمان الأوروبي استقبلها أعضاء البرلمان بالتصفيق والاستحسان، لما انطوت عليه من روح التآخي الإنساني، فيقوم البعض بسب الرجل والتشكيك فيه، غير آبهين أو متأثرين بفحوى خطبته من معان تتجاوز الكثير من الصغائر والتفاهات التي استقرت بالعقول الجامدة التي لا تريد أن تنفتح أمام الجديد من الأفكار والآراء!

هذه الروح السوداء وهذه العقلية الشكاكة بكل ما هو خيّر ويدعو إلى المحبة والسلام، والمنغلقة أمام دعاوى الخير والمحبة، هما المسيطران على كثير من الناس العرب من الذين لا يتوافر لهم الحد الأدنى من طرق التفكير السليم، ولا يقومون على شيء من المعرفة.

صارت الكراهية شعار المرحلة ـ مع الأسف ـ يغلبون الكراهية والعداء على سبل الخير والسلام.

إنّهم مناعون للخير نزاعون إلى الكراهية والحقد والشك، فمن يشكك في عمل الخير، فهو منّاع له، وفي سريرته يتمنى لو أن هذا الخير لم يقع.

ماذا لو أنّ ألمانيا سدّت أبوابها في وجوه من لجأ إليها من أولئك اللاجئين وتركتهم يموتون على حدودها؟

أنا على يقين بأن أولئك المشككين أنفسهم سيسلخونها بألسنة حِداد وسيلعنونها ويشملون «الغرب الكافر» معها مستظهرين كرههم التاريخي لـ«بلاد الانحلال والانحطاط»!

وماذا لو أن ذاك الشيخ المخاطب البرلمان الأوروبّي، حوّل مضمون خطبته إلى العكس وراح يسبّ ويلعن ويهدّد ويتوعّد؟

هل كان شائنوه ومعيبوه وناقدوه سيرضون وسيعتبرون الشيخ رفع رؤوسهم!

إنه زمن كريه، زمن الكراهية، هذا الزمن الذي نعيشه، والمشكلة في أن من يُضمر الكراهية، هو فاقد للكثير من القدرات العقلية، وهنا تكمن الخطورة لسهولة تحويله إلى إرهابيّ قاتل!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك