فقدان الأمل في الإصلاح!.. بقلم تركي العازمي
زاوية الكتابكتب أغسطس 30, 2015, 1:32 ص 611 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / جهاز.. 'كشف الكذب'
د. تركي العازمي
هل وقعت في موقف معين يشعرك بأن المتحدث...كذاب أو مراوغ أو مداهن؟، وهل انتابك شعور بفقدان الأمل في الإصلاح...إصلاح ذاتي أو اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي؟
فطرة الإنسان تؤكد أن الجميع قد شعر بذلك وإن لم يكن قد شعر به فهو على الأقل شعر بفقدان الأمل بالذاتي ولو للحظة لأن المرء المؤمن مبتلى...وكل ابن آدم خطاء والأقلية المحافظة المحترمة المعتزلة تتوجه للمولى عز وجل بالدعاء وكثرة الاستغفار.
أما السواد الأعظم فيكفيهم قراءة الأخبار المقروءة والتي تبثها وسائل الإعلام المختلفة...فكثير منها يشعرك بأن القيم قد انحدرت والعادات قد خط عليها المخرب الاجتماعي علامة X!
عندما يتحدث البعض عن الإصلاح وهو قابع في الفساد حتى أخمص قدميه «ولا أحد يحاسبه» وهم كثر لأنها علامة العصر الحالي حيث يصدق الكاذب ويكذب الصادق ويولى الأمر لغير أهله وقد ذكر خير الأنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث كثيرة تحذر من هذا الزمان لكننا لا نشعر بخطورتها والله المستعان على كل حال.
أعتقد والله العالم لو أنه سُمح لنا باستخدام جهاز «كشف الكذب» في علاقاتنا الاجتماعية لاستطعنا اكتشاف الزيف الاجتماعي الذي تسبقه ابتسامة صفراء من قلب حقود لا يحب الخير لأخيه كما يحبه لنفسه.
في كل يوم تودع بعض الأسر عزيزاً عليها أو تستيقظ على خبر حزين وهي سنة الله في خلقه...وتجد الناس في غاية الحزن لحظة وقوع الخبر وهي صورة لحظية تتلاشى مع زوال الحدث بأيام قليلة وتعود النفس البشرية إلى نهجها والله خير حافظاً.
لذلك٬ نريد من الصالحين الوطنيين أن يتبنوا توجهاً إصلاحياً للنشء يعد لنا جيلاً صالحاً حيث الجيل الحالي «ما فيه طب»!
هل نحن فعلا قد فقدنا الأمل في الإصلاح حتى على مستوى ارتفاع الأسعار والأحداث البينة التي كشفتها لنا السنوات الأخيرة وما قد يتوقعه بعض المحللين حول الكساد الاقتصادي المقبل في منتصف سبتمبر؟
الصالح فقط يقول لا؟...أكرر الصالح فقط.
المشكلة ليست في الصالح...لأن الصالح لا يصلح لـ «ربعنا» ولا نخشاه حتى وإن لمح منا خطأ معيناً في سلوك غير مرغوب أو كلمة غير صالحة لأنه بطبيعته كفرد صالح يستر و«يطوف»!
المشكلة في «نشر الغسيل» من غير الصالحين والذين ما إن تتفوه بكلمة غير مقصودة إلا وهم يلتقطونها ويضيفون لها «البهارات» وتنشر وتنتقل بشكل سريع فنحن مجتمع محب لوكالة «يقولون» وإذا كان الأمر حساسا يلتصق بالخبر عبارة «نمى إلى علمنا» أو «لدينا مصدر/ مصادر»...إلى آخره وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي التي دمرتنا اجتماعياً.
البعض يتصور أن قنوات التواصل الاجتماعي محصورة في المجتمع الكويتي...وهي مفتوحة بحكم التكنولوجيا الحديثة أمام الجميع، وهذا القصور في الفهم وعدم محاسبة كل مسيء أنتج صورة عن المجتمع الكويتي مخالفة للواقع...ولو خليت خربت كما هو معلوم!
إننا بحاجة لجهاز «كشف الكذب» لمدعي الصلاح والإصلاح ولو اجتماعياً وبالتوازي مع هذا التوجه فالكويت عبر الصالحين تحتاج إلى مبادرة إصلاحية للنشء كي يخرج لنا جيلاً صادقاً صالحاً...والله المستعان!
تعليقات