يكتب وائل الحساوي عن أوروبا وأزمة المهاجرين!

زاوية الكتاب

كتب 538 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  إخواننا تبتلعهم قوارب الموت.. ونحن نتفرج!

د. وائل الحساوي

 

عدد المهاجرين واللاجئين الذين عبروا البحر المتوسط للوصول إلى اوروبا في هذا العام بلغ 300 الف مهاجر، بينما كان في عام 2014، 219 ألفا، وقالت عنه المستشارة الالمانية «ميركل» انه يهدد وجود الاتحاد الاوروبي !! وقالت ميركل بعد اجتماعها بقادة البلقان: ان العالم يتفرج علينا!!

لسنا في مجال الشماتة على ما تعانيه اوروبا بسبب ازمة المهاجرين، ولكن يحق لنا أن نقول لميركل: لقد كنتم تتفرجون على مأساة الشعب السوري لأربع سنوات ونصف السنة وتشجعون النظام المجرم في سورية على قتلهم وتشريدهم أو تصمتون، إلى أن انقلب السحر على الساحر وشاهدتم كيف تحولت تلك الملايين اليائسة من البشر إلى بلادكم تطلب الفرار من الموت الذي صبه عليها ذلك النظام البائس الذي تربى في احضانكم وتمتع بحمايتكم!!

وقبلها عانيتم من تحول أعداد من ابنائكم إلى أبشع منظمات التطرف في العالم وانضمامهم إلى «داعش» ليرجعوا اليكم بعد سنوات لتفجير بلادكم!!

ولست اتهم ميركل على وجه التحديد فان لألمانيا دورا افضل بكثير من...بقية دول اوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ولكني أتكلم بصيغة العموم، بل واعتقد باننا نحن العرب والمسلمين الأسوأ في معالجة مشكلة الشعب السوري والوقوف معه، وقد كان اقل الواجب هو استقبال اولئك المهاجرين وتوفير الامان لهم وعدم تركهم نهباً لتلك المؤامرات التي تحاك ضدهم من تجار الموت الذين يتاجرون بقضيتهم ويقودونهم إلى الموت في كل قارب ينقلهم إلى اوروبا وكل شاحنة تقلهم إلى بر الامان!!

إن انتشار الانباء عن ترك سائق شاحنة في المجر لاكثر من سبعين مهاجرا «ليخيسوا» داخل الشاحنة التي كانت مخصصة لنقل الحيوانات وليس البشر في درجات حرارة لا يتحملها البشر، ما هو إلا سلسلة من قصص معاناة الشعب السوري!!

وفي اليوم نفسه انقلب قاربان في مياه البحر المتوسط ليغرق مئتا مهاجر سوري وافريقي كانوا على متنيهما،وكالعادة، يتبادل الاوروبيون اللوم على عدم وضع حل واضح لتلك المأساة الانسانية ليس حبا في المهاجرين ولكن لكي لا يتهمهم العالم بالتقصير أو العنصرية، ومع هذا فقد مات 2350 مهاجرا هذا العام فقط غرقا في البحر المتوسط اما المجر، فقد كانت اكثر تشددا إذ بنت سياجا شائكا يمنع عبور المهاجرين إلى اراضيها، وبعض دول اوروبا اقتصرت على قبول وايواء النصارى فقط بحجة عدم الرغبة في الاخلال بالمعادلة الدينية!!

ولنفترض بان الدول الاوروبية قد استطاعت استيعاب تلك الاعداد المتدفقة عليهم وآوتهم، ألا يولّد ذلك الحقد في نفوسهم ونفوس ابنائهم على بلادهم التي تخلت عنهم وسلّمتهم للآخرين؟!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك