هل نحن أسرى معايشة أجواء الحزن؟!.. يتساءل حمود الحطاب
زاوية الكتابكتب أغسطس 27, 2015, 1:19 ص 595 مشاهدات 0
السياسة
شفافيات / الحياة
د. حمود الحطاب
شبعنا وسئمنا ومللنا من مآسي الحروب وصورها وأخبارها, وهي باقية , باقية لن تزول حتى ولو تجاهلناها فماذا نفعل؟ نعيش في مآسيها وصورها ونكدها كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة؟ فما نجني من وراء ذلك؟ وهل يخفف هذا من حدتها واشتعال آوار نيرانها؟
كم في الدنيا من صور جميلة! كم في الدنيا من مناظر تشرح الصدور, فهل يجب علينا تغافلها من أجل ماهو مفروض علينا صباح مساء في الإعلام من محزنات القلوب وجامعات الهموم والنكد والغموم؟
هل نحن أسرى معايشة هذه الأجواء؟ إذاً , وإذا نحن قد سجنَّا أنفسنا بأنفسنا, وحققنا للشيطان ما يحبه تجاه ابن آدم وهو أن يراه منكدا حزينا كئيبا. وأصبحنا ضحية أَسْرِنا لأرواحنا التي تشتاق للراحة, للجمال ,للطبيعة , للحياة; وقد بين النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الإنسان مستخلف في هذه الدنيا التي قال عنها إنها حلوة.” الدنيا حلوة خضرة ,وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ” أو كما قال.
في الدنيا أسفار ورحلات ومسافرين ورحالين , وفيها مدن جميلة وطبيعة خلابة; أشجار كثيفة, خُضرة وحُمرة وصُفرة وُزرقة وبيضة ومن كل الألوان , وفيها غابات كثيفة وبساتين وحدائق ومزارع , وفيها مياه; فيها بحار متلاطمة الأمواج ومحيطات وفيها خلجان وبحيرات وأنهار وفيها شلالات تنحدر من أعلى الجبال ,وفيها ثلوج متراكمة بيضاء, وفيها غابات من الورود ذات الخلقة العجيبة والروائح الزكية والأحجام المتفاوتة… هل الذي خلقها وخلق كل هذا الجمال في الكون يدعونا أن نعيش حياة الهم؟
يا أرواحنا المأسورة في عوالم التوحش البشري ألا انطلقي إلى جنان الأرض فهي من متشابهات جنان السماء ولا تلتفتي إلى ركام الأرض ومخلفات همجية الوحوش وعيشي مع ربك راضية مرضية في دنياه قبل آخرته.
إلى اللقاء
تعليقات