الغربان تنعق في كل مكان!.. فاطمة البكر مستنكرة

زاوية الكتاب

كتب 370 مشاهدات 0


القبس

وهج الأفكار  /  قنوان دانية.. وقنوان دامية

فاطمة عثمان البكر

 

بعد انقطاع قسري عن الكتابة لوجودنا خارج البلاد لتلبية دعوة كريمة من «مركز الدراسات الأوروبية» ولتفقد حال الأبناء الذين يتلقون دراساتهم وأعمالهم في ذلك البلد الأوروبي الجميل، عدنا على أمل العودة ثانية لقضاء إجازة الصيف المعتادة وحتى نهاية العام.
على الرغم من تمتعنا في هذه الرحلة فإننا نشعر بالغصة والألم لما يحيط عالمنا من مآس ودمار وانهيار، شلالات من الدماء، وانهيارات، وطوابير من النازحين الذين ينشدون ويتشدقون بآخر أحبال الحياة التعيسة، تساوى فيها العيش والموت على الأرصفة المنكوبة. أي حياة؟ والموت يدق أبوابهم، لقد خلق الله هذا الكون الفسيح ليعمره الإنسان بالخير والحق والجمال، ولكن الإنسان وما يفعله بأخيه الإنسان من ظلم وطغيان حول هذا الكون إلى حلقة من عذاب وكتلة من لهب ونار حقد لم تبق على أخضر أو يابس، فالموت بالمجان، والدمار والخراب حولاها إلى غابة، وبدلاً من تلك الأنهار العذبة تحولت إلى انهار من دماء، وبدلاً من الحدائق والورود والأشجار تحولت إلى حدائق من لهيب ونار، وأصبحت الغربان تنعق في كل مكان.
صورة سوداوية، واقع مر، دمار شامل، وكلها من صنع يدي الإنسان، تلك هي المرحلة العصية التي يمر بها العالم العربي والإسلامي، مرحلة من عمر الزمان لن يغفلها التاريخ، عادت به إلى مرحلة الجاهلية الأولى، وستبقى على صفحات التاريخ وما يسجله في سجله الخالد، شاهدة، وسوف تروى للأجيال القادمة قصص وحكايات من ذاكرة التاريخ «وكنا وكان»!
نحمد الله أن وطننا العزيز الذي مر بمرحلة مؤلمة ذكراها الأليمة هذه الأيام، والحادثة المؤلمة الأخيرة في بيت من بيوت الله، زادتنا قوة ولحمة واصراراً على تخطي تلك الآلام، واننا وبفضل القيادة ورجال الأمن الأبرار والعيون الساهرة على أمن هذا الوطن وهذا الشعب الكريم تخطينا وسوف نبقى وحدة ملتحمة تذود عن الوطن وعن مكتسباته التي شيدت بالحب والإيثار والتفاني والوحدة الحقيقية مهما اختلفنا، وبقيادة حكيمة لدفع السفينة إلى بر الأمن والأمان.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك