قدر الخليج المحتوم أن تكون بلاد فارس جارته!.. برأي حمود الحطاب
زاوية الكتابكتب أغسطس 3, 2015, 12:58 ص 483 مشاهدات 0
السياسة
شفافيات / أحلام الإقصاء
د. حمود الحطاب
لن تستيقظ, إيران يوما فتجد أن بلدان الخليج العربي الذي تقع هي على إحدى ضفتيه قد اختفت من على ضفته الأخرى, لتعيش وحدها على ضفتيه; وكذلك لن يستيقظ العراق يوما ليجد أن الكويت قد تحولت إلى أرض جرداء لا ماء ولا كلأ , بل ولا بشر على ظهرها ليبقى العراق وحده ها هنا من دون جارته, وبالعكس فإن بلدان الخليج التي تشكو من بعض جاراتها لن تصبح يوما على اختفاء إيران عن الخريطة لتتحول إلى براري وهضاب قاحلة فتستريح من كل المشكلات, فقدر الخليج المحتوم هو أن تكون بلاد فارس جارته, ولربما وإلى يوم القيامة, فلن تحل أسبانيا ولا سويسرا ولا النمسا مكانها والله أعلم, وقدر الكويت أن تبقى العراق جارتها وإيران كما أن قدر هاتين البلدتين أن تكون الكويت جارتهما, ولن تجدي الطامعين من الدول أيا كانت أحلام التوسع لديها على حساب البلدان المجاورة ; ولن تتحقق أحلام العنصريين أيا كانوا بإقصاء العنصر الآخر , فالكل باق على كبد الآخر لن تزلزله أحلام اليقظة, ولا المخططات والمشاريع التوسعية والمؤمرات لدى الطرف الطامع أو لدى الطرف المطموع فيه, فماذا على العقلاء فعله في كل الاتجاهات والحالة الجغرافية المتجاورة الدائمة هذه?
أمام هذه البلدان حلول متعددة ومنها: حل إذلال أحد الأطراف للطرف الآخر وتعييشه تحت الابتزاز والتهديد,أو افتعال الأزمات مع الطرف الآخر واختلاق المشكلات والحروب, وهكذا دواليك, ومن دون قدرة على إقصاء الطرف الآخر من الوجود هذا حل لا جدوى من ورائه كما هي التجارب الفاشلة في التنحية من الوجود, والإقصاء; وأما الحل الآخر فهو للعقلاء وهو قبول الحل الثاني ; حل التعايش السلمي بين الدول المتجاورة جغرافيا وغير المتوافقة في سياساتها وايديولوجياتها مع التعاون الحياتي والتبادل التجاري والتنمية الشعبية لبلدان تلك الأطراف وشعوبها رغم عدم تقبل الأطراف لبعضها بعضا.
لقد جرب الشركاء الجغرافيون المتجاورون في الأرض والحدود الحروب القصيرة والطويلة ضد بعضهم بعضاً لإقصاء الآخر من الوجود فما أقصى أحدهم الآخر: كناطح صخرة يوما ليوهنها فما أوهنها, وأوهى قرنه الوعل. لقد تهشم قرن الوعل من نطح صخرة الإقصاء فماذا عليه أن يفعل? هل ينتظر أن ينمو له قرن آخر حتى يستمر في نطح تلك الصخرة وإلى يوم القيامة أم يتقبل أن يعيش بوجود تلك الصخرة النكدة?
إلى اللقاء
تعليقات