'خبيثة'.. محمد الشيباني واصفاً أزمة الحرب السورية

زاوية الكتاب

كتب 424 مشاهدات 0


القبس

إليك يا سوريا..!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

إليك يا سوريا دمشق وحلب والزبداني والرقة وحماة واللاذقية وسائر المدن والقرى والمحافظات والناس هناك، بأحوالهم وأديانهم وأعرافهم وأعراقهم كافة، ألم تشبعوا من إراقة الدماء وهدم الممتلكات العامة والخاصة، وتعذيب وانتهاك أعراض المحصنات العفيفات، وسجن الخصوم وكل فنون التلذذ البهيمي بهم؟!
خمس سنوات وأكثر مرت عليكم معاشر المتقاتلين هناك، هل وصلتم إلى بصيص أمل، ولا نقول الأمل نصفه أو ربعه أو جزء منه؟! نرى أنكم لم تصلوا إلى شيء منه يُذكر، فالجميع يتفرّج عليكم ساخراً، متشفياً، باكياً، بل يقول هل من مزيد للدمار، للخراب، لقتل ما تبقى من إنسان وكل من يدب على حياة الأرض السورية! لقد هجركم الطير والحيوان المفترس قبل الإنسان، لأن أرضكم لم تعد مسكناً لإنسان أو مأوى لبهيمة أياً كان نوعها إلا لكم أيها المتقاتلون، ولا ندري متى سيتقرر مصيركم ودولتكم، ونحن نعلم غير شاكين ولا مترددين أن الأمر كله بيد الله القدير، الذي أحصى كل شيء عدداً، فلابد أن في الأمر الذي أنتم عليه أموراً غير طيبة ولا مرضية، والله لا يقبل إلا الطيب ولا يرضى إلا بالحق، وأن ما أنتم عليه ليس على السنن التي قامت عليها السموات والأرض، وهي العدالة والأخلاق والأمانة.
جميعكم ـــ إلا من رحم ـــ اتخذ الشيطان له ولياً من دون الله، فخسر هذه الخسارة الكبرى، وأماني الشيطان للإنسان غرور ودبور.
إلى متى ستستمرون على هذه الحال؟ لقد أصبحت بلدكم مستباحة للجميع يدخل من أي أبوابها شاء، وها هي تركيا تدق الأبواب جميعها، الجو، وسيأتي دور البر، ثم البحر قريباً.
هل ربحتم شيئاً يا معارضة ويا نظام ويا مقاومة معلوماً وغير معلوم؟ فكم تقتلون من بعضكم؟ فكل واحد منكم قد خسر نفسه وأهله وبيته وقرابته وماله، والرابح من جلس بعيداً على عرشه أياً كان شكله، ونهاية أمر المتقاتلين بأطيافهم أنهم سيجلسون على طاولة واحدة عاجلاً أم آجلاً، رغبة أو رهبة، هذه ما تدل عليه التصريحات الأخيرة لحاكم سوريا، وأقوال وأفعال الدول الكبرى بالاتفاق مع الدول الإقليمية، أو ربما سينتهي السيناريو المحزن في غير مصلحة المتقاتلين جميعهم هناك.
ليس الذي سيقرر ما ستكون عليه سوريا المقبلة هم المتقاتلون أو النظام الحاكم اليوم، وإنما الذي سيقررها منْ بدأ بالأزمة برمتها في الأول، وزاد حطب نيرانها، وكل أولئك هم من خارج الساحة كما كانوا منذ البداية. والله المستعان.

• الزبداني.
آخر المناطق السياحية الجميلة قبل دمشق هي الزبداني، التي هُدّ.مت عن بكرة أبيها، حيث تدور رحى المعارك!
يا ترى ماذا فعل المتقاتلون غير القتال والانتقام المتنوع، أكيد هناك فظائع وفضائح لم يطّلع عليها الإعلام بكل أجهزته؟! ستبديها الأيام بعد أن تنتهي هذه الحرب الكريهة الخبيثة. والله أعلم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك