سوريا لم ولن تكون آخر الثورات المصطنعة!.. برأي عادل الطخيم
زاوية الكتابكتب أغسطس 2, 2015, 12:39 ص 504 مشاهدات 0
القبس
خطيئة إسقاط سوريا
عادل فهد الطخيم
الحرب العالمية الأولى استمرت 4 سنوات و3 أشهر وأسبوعاً واحداً، والحرب العالمية الثانية استمرت 6 سنوات ويوماً واحداً، تطاحنت فيها جيوش العالم وخرجت مدماة ومنهكة لعقود طويلة، واليوم هناك من يعيب ويتهكم حول معاناة وإعياء الجيش السوري الذي يواجه حرباً شرسة ضده وعلى كل أرضه من أكثر من 80 دولة منذ نحو 5 سنوات، ومعه مقاومة لبنانية محدودة العدد، قياساً بالآلاف المؤلّفة من مجرمين وإرهابيين من مختلف جنسيات العالم والمجهَّزين بأحدث الأسلحة ودعم واسع من وسائل الإعلام وأنهار جارية من الأموال، لو خاضها جيش غيره لخرّ وتهاوى في الشهور الأولى، ولاستخدم فيها كل الأساليب في ضرب تلك الجماعات الإرهابية عندما يكون أمنهم ووجودهم مستهدفاً. فتركيا مثلاً التي لم ينلها واحد بالألف مما نال سوريا قصفت حزب العمال الكردستاني بذريعة محاربة ربيبها «داعش» إثر حادث تفجير مفتعل في «سروج».
لا نعرف الرئيس الأسد شخصياً، ولا أحد من نظامه، ولكني أعرف انتمائي لعروبتي التي تدمى وتستغفل وتنتهك أيما إدماء واستغفال وانتهاك بأيدينا نحن، رضوخاً لمخططات أمريكائيلية، وأعرف مواقف سوريا وبشار الأسد ومن قبله أبوه في نصرتهم للكويت. لذلك، فنحن نكتب بتجرد تام وبحسابات العقل والمنطق، وقد يروق كلامنا هذا للبعض ولا يروق للآخر.
لقد كتبنا وحذّرنا أكثر عبر أكثر من 14 مقالاً ومنذ اللحظة الأولى للحرب على سوريا من خطأ وخطيئة الانصياع وراء الأميركائيلي في خططه لإسقاط سوريا وإهدار ثروات شعوبكم التي هي أحق بها، وأن سوريا لم ولن تكون الأخيرة، وأن نار حربكم «المقدسة» لن تقف عند حدودها، وأنكم بذلك إنما تضعفون أنفسكم ليسهل قضمكم الواحد تلو الآخر، وأطلقتم في سبيلها العنان لجباة الثروات من أدعياء الدين لاعتلاء المنابر والتحريض على الثورة في سوريا وتحريمها عندهم، ثم يقومون بما جبوه من أموال باستغلال ظروف وحاجة نساء سوريا للتمتع بهن مثنى وثلاث ورباع وخماس وسداس، حيث هن لائذات. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
نحن لا ننكر وجود مطالب محقة للشعوب، ولكن ليس باستجلاب كل مجرمي الأرض وشذاذ أفاقها في حلقة من سلسلة كاذبة لثورات مصطنعة لم ولن تكون سوريا آخرها.
وفي الختام، أنا مسؤول عن كلامي، ولست مسؤولاً عما يفهمه غيري بما أعنيه وأقصده. وحفظ الله أوطاننا وحكامنا وشعوبنا من كل الشرور والنوايا الخبيثة.. والله المستعان.
تعليقات