'متأخرة كثيراً'.. صالح الشايجي عن خطة مراجعة المناهج الدراسية

زاوية الكتاب

كتب 374 مشاهدات 0


الأنباء بلا قناع / أمل لا تباك صالح الشايجي إعلان وزارة التربية البدء بخطة لمراجعة المناهج الدراسية وتطويرها بالتعاون مع البنك الدولي، هو بكل تأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح والموجب والملزم. ورغم أنها خطة متأخرة كثيرا حصدنا الأشواك وعايشنا الأهوال وسالت الدماء وتباغض الناس وتشاحنت النفوس وتفتت بلادنا، بسبب هذا التأخر، فإنها أن تأتي اليوم وما زال فينا بقية حية ترزق، فهو خير من أن تتأخر أكثر ليزيد التباغض والتباعد بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد. كنت أتحسر وآسف وأتألم كثيرا وأنا أقرأ مقالات لبعض كتابنا من الإخوة الليبراليين المنتمين للمذهب الشيعي، وهم يجأرون بالشكوى مما تتضمنه المناهج الدراسية من الحض وإثارة الكراهية على بعض معتقداتهم والتي يدرسها أطفالهم في مدارس حكومتهم الكويتية، ولكن أحدا لم يصغ اليهم ولم يتحرك ضميره قيد أنملة لفحص تلك المناهج والتدقيق بما فيها من عوامل تفتيت المجتمع وتأليب فئة على أخرى. ولقد اشتغلت بالتدريس سنة أو اثنتين من عمري قبل ما يزيد على أربعة عقود، وكنت مدرسا لمادتي التربية الإسلامية واللغة العربية، ولم يكن في منهجيهما ما يشي بالكراهية وتسديد السهام على مذهب أو ملة أو معتقد. في تلك السنين الخوالي لم يهيمن «أهل الظلام» على مقاليد البلاد ويسودوا أبيضها، ويحرقوا أخضرها ويقصوا أهل الفكر والابداع، ليتسيدوا هم الساحة ويضحوا هم الأعلى صوتا والأطول باعا والأكثر حظوة وحظا. كانت بلادنا ونحن فيها بخير وراحة وحب وتسامح، وليس همي التباكي على زمن مضى، ولكن ما يهمني هو تأييدنا لخطوة وزارة التربية وتمنياتنا لها بالنجاح، راجيا ألا يلتفت أحد أو يصغي أو يستجيب لمن بدأوا بوضع العصي في عجلة التطوير وبدأوا بالصراخ محاولين الاجهاز على هذا المشروع التطويري النهضوي ومحاولين إبقاء الوضع على ما هو عليه، لأنهم متربحون من هذا الوضع الرديء. ولقد قال المثل «ما يمدح السوق الا من ربح فيه» وأولئك هم الرابحون في تلك السوق الحرام، فلا تلتفتوا اليهم، مهما علت أصواتهم، واقمعوهم واحرجوهم واكشفوهم. شر البلاد من يستجيب سادتها لرعاعها، ويعلو فيها شأن الغوغاء والرويبضة. وبلادنا ليست شر البلاد، ولا شأن فيها للرويبضة والغوغاء.
الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك