لنوجه جهدنا للبناء وليس للدمار!.. بهيجة بهبهاني ناصحة

زاوية الكتاب

كتب 368 مشاهدات 0


القبس

تحت المجهر  /  غزو 2015 غيرغزو 1990

أ.د بهيجة بهبهاني

 

تعاد علينا ذكرى الغزو العراقي سنوياً في شهر أغسطس، وحرقة الغصة في قلوبنا على فقدان شبابنا، ذكوراً وإناثاً، من دون ذنب إلا دفاعهم عن أرضهم وأرض الآباء والأجداد، ورفضهم للاحتلال والاستغلال ولحكام غير آل الصباح. وكذلك فإن اعتداء الجار العربي المسلم -الذي كنا نحمل له المحبة والتقدير- على وطننا وتدمير منشآتنا، زرع في نفوسنا مشاعر الخوف والقلق وعدم الأمان وتوجس الشر ممن حولنا.
إن الغزو الذي تعرّضت له دولة الكويت يعتبر غزوا من النوع القديم، الذي كان يتضمن دخول جيش غريب إلى داخل أراضينا وقتل مواطنينا وتدمير حضارتنا وأسر شبابنا وسرقة أملاكنا، أما الآن، وفي زماننا هذا، وبعد مضي ربع قرن على تحريرنا من الغزو الغاشم ومن خلال التقنيات الحديثة مثل الحاسب الآلي والواتس أب والفيسبوك والتويتر وغيرها، أصبح الغزو سهلاً ولا يتطلب إلا التواصل مع شعب الدولة المراد غزوها، وإثارة بعضهم على بعض من خلال نشر الرسائل التي تثير البغضاء في نفوس بعضهم على بعض، وذلك باستغلال الأمور السياسية والطائفية والاجتماعية، فيحدث غزو داخلي بين فئات الشعب المختلفة، حيث تمت إثارتهم من الخارج بواسطة التقنيات الحديثة، وهذا أمر تؤكده الأحداث التي تعرضنا لها بدولتنا الحبيبة مؤخراً، فقد سبقت جريمة التفجير الإرهابي لمسجد الصادق -عليه السلام- تلقينا لرسائل هاتفية عن كفر منتمي المذهب الجعفري، والدعوة إلى القضاء عليهم، وسبقت ذلك مطالبة بعض الكويتيين طرد المواطنين من المذهب المخالف لهم ونحرهم.
إن هذه الانحرافات عن مسار الوسطية في الدين ما هي إلا بتأثير التقنيات الحديثة والتواصل مع بعض المنحرفين فكرياً والمتزمتين دينياً.. ويجب التصدي الحازم والمواجهة الحاسمة من الحكومة لمثل هذه الانحرافات عن جادة الصواب، وذلك من خلال وزارة الإعلام بالعمل على تطوير برامجها والاستعانة بالمتخصصين والاستشاريين في العلوم النفسية والاجتماعية لتوجيه الفئات المجتمعية المتعددة نحو الاعتدال والوسطية وقبول الرأي الآخر والمذهب الآخر.
إن أقوى دولة في العالم هي الولايات المتحدة الأميركية يتكون شعبها من أصول وأديان عديدة يتعايشون معاً بأمان وسلام، لذا كان جهدها موجهاً للبناء وليس للدمار.. فهل نعتبر ونتعظ؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك