سوداوية المشهد ستلحق الضرر بشعوب طامحة!.. برأي فوزية أبل
زاوية الكتابكتب يوليو 27, 2015, 2 ص 415 مشاهدات 0
القبس
المشهد ليس كله 'سوداوياً' إلى هذه الدرجة!
فوزية أبل
صحيح أن الأوضاع في بعض البلدان العربية لا تزال تعاني بعض الصعوبات، إلا أن المبالغة في الخوف والحذر من شأنها أن تساعد في تعقيد الأزمات وفي تضليل الرأي العام.
على أرض الواقع، يتسمر الملايين من المشاهدين العرب أمام شريط فيديو لحادث إجرامي يقع في بلد مثل مصر أو لبنان أو تونس وغيرها، وتتتالى ردود الفعل في المنطقة والعالم على هذا الحادث، ويجري إغفال جميع الإيجابيات أو المساهمات الجيدة في تحسين الأوضاع في البلد المعني.
هذا لا يقلل من خطورة ما تقوم به منظمات إرهابية.. ولا يقلل من ضرورة إيجاد صيغ متكاملة لمواجهة العنف والإرهاب والتيارات التكفيرية.
لكن الدوران في حلقة الخوف المفزعة، أو تضخيم اعتداء محدود الأثر على سكة للقطارات، من شأنه أن يغذي مخططات القائلين بإبقاء الأمور متأرجحة، وبعدم إنجاح ورشة التنمية والإصلاح وإزالة آثار المراحل الدامية من «الربيع العربي» وسواه.
في ضوء كل ذلك، لماذا نجعل الجيل الجديد، والجمهور الأوسع، منساقا إلى الخوف المفرط، والقوقعة، وعدم رؤية الجوانب الحضارية في تلك الدول، والسياحة والبرامج الثقافية والفنية، وما إذا كان الجميع يتداوله حول الروابط بين أنحاء العالم العربي والإسلامي؟
إلى متى تغفل معظم وسائل الإعلام عن وجود عدد هائل من هذه البرامج المفيدة للحضارة والتنمية؟!
على سبيل المثال، لا الحصر، استضاف لبنان خلال الأشهر المنصرمة أكثر من مئة مهرجان ثقافي وفني ومؤتمر اقتصادي، فيما أجهزة الإعلام تكتفي بالتركيز على المشاكل الأمنية في منطقة مجاورة للأراضي السورية.
وفي مصر يروي الزوار والسياح كيف أنهم يتمتعون بأروع المناظر السياحية وزيارة الآثار التاريخية ومتابعة عدد لا يحصى من المبادرات الفنية والثقافية وغيرها، في بلد يضم نخبا فكرية ومبدعة قادرة على الإسهام في بناء المستقبل الزاهر.
وفي تونس التي شكلت نموذجا ديموقراطيا في إعادة البناء الدستوري، جاء الاعتداء الإرهابي على متحف باردو ليطغى، إعلاميا، على هذه المنجزات غير العادية.
بالطبع، فان لأجهزة الإعلام ولوسائل التواصل الاجتماعي حريتها في التعاطي مع ما يجري في المنطقة.. لكن الاقتصار على وصف سوداوية المشهد سيلحق الضرر بشعوب طامحة إلى رسم مستقبل مشرق للأجيال الجديدة.
تعليقات