الإرهاب ورشة الشيطان!.. بقلم محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 338 مشاهدات 0


القبس

الإرهاب ورشة الشيطان..!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

لا خلاف عندنا معاشر المسلمين على أن الجهاد الشرعي هو الذي نصّت عليه شريعتنا الكاملة الصادقة، ونادت به، بل وحثت عليه وطلبت المسابقة وفقه، وأنه دين وإيمان واتباع للنبوة المحمدية، ولكن شرطه الواجب أن يكون تحت راية واضحة المعالم ليست غامضة أو عمياء أو مبهمة، ويعني ذلك أن تكون تحت إمام المسلمين ومن دونه من أئمة المسلمين، وأن تكون دفاعاً عن الأرض والعرض والمال إذا اعتدى عليها، والنصوص الصحيحة في ذلك كثيرة معروفة عند أغلبية المطلعين عليها، وقد طبق ذلك بالنسبة إلى الكويتيين أيام الاعتداء العراقي على الكويت، حيث استبسل الجميع، عسكريون ومدنيون، في الدفاع عن الثلاثة هذه، ونسأل الله أن يكون من مات قد نال الشهادة الصادقة ورضا ربه به وتكون حاله في البرزخ في حويصلة طيور الجنة تطير به حيث شاءت حتى تقوم الساعة.
لم يشرّع الجهاد للدفاع عن طائفيات أو حزبيات ولا عصبيات قبلية أو عشائرية أو إسالة دماء المحاربين للأشخاص والدفاع عن عروشهم وتمكينهم في زيادة الظلم والقهر والاستبداد لشعوبهم. فالجهاد لم يشرّع لذلك، وإنما لتكون كلمة الله هي العليا، ومن شاء من ملوك الدنيا أن ينعم بذلك الخير فعليه أن تكون أحواله منضبطة وفق ذلك القانون، ونحمد الله أن ديارنا الخليجية تنعم بذلك، وهو الفهم المنضبط وفق الأصول الشرعية لا تنحرف عنه يمنة أو يسرة، وقد يقول قائل: إن كانت هذه الدول تنعم بذلك، فما بال هذه الجماعات الإرهابية تزداد أفعالها الظالمة ولا تتوقف عن القتل والتخريب والتدمير للعزل والأبرياء، حيث أهلكوا الأموال والأنفس واعتدوا على الأعراض؟!
والرد على ذلك، هو منذ متى توقف الإرهاب في الأزمان الماضية حتى يتوقف في أزمنتنا؟ فمنذ فتنة الخوارج وبدايتها في غزوة حنين عندما قال ذلك الخارجي لرسولنا وهو يوزع الغنائم: اعدل يا محمد، فإنها قسمة ما أريد بها وجه الله! فإذا رسول الأمة المبعوث للعالمين رد عليه واتهم من قبل أولئك بعدم العدالة، فماذا سيكون حال من هو دون النبي؟!
من تلك اللحظة والقتل في البشر من قبلهم لم يتوقف حتى أمر رسولنا بقتلهم في كل مكان، وهو ما فعله الخليفة الرابع رضي الله عنه من إعمال السيف بهم، بدءاً من معركة النهروان وما تلاها حتى كان اغتياله على يد واحد منهم وهو عبدالرحمن بن ملجم، كما قتلوا قبله الخليفة الثالث رضي الله عنهم جميعاً.
الانحراف الفكري والخواء العقائدي الصحيح والحقد على الأمة والتربية القبيحة سواء كانت بيتية أم مدرسية والفراغ والضياع الأسري والبؤس والحرمان كلها وسائل كي يكون عندنا خوارج باستمرار أو قل ورشة شيطان لا تكل ولا تمل في التفريخ!
والله المستعان.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك