أين دور الأسرة من جرائم إرهاب الشباب؟!.. يتساءل حمد السريع

الأنباء سوالف أمنية / أين دور الأسرة؟! حمد السريع يقول الإمام علي رضي الله عنه في إحدى حكمه بشأن تربية الأبناء ثلاث حكم في جملة واحدة «لاعبه سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا»، ما دعاني لطرح تلك الحكمة هي الظاهرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة بشأن الجرائم الإرهابية المرتكبة من قبل شباب في عمر الزهور. الظاهرة البارزة ان هؤلاء الشباب ليس لهم أي سجل جنائي لدى أجهزة الشرطة وهنا تبدأ المشكلة حين يتساءل الناس، أين دور الأسرة في مراقبة أبنائها؟ حين ذكر الإمام علي رضي الله عنه «صاحبه سبعا» يعني ان يصاحب الاب ابنه سبع سنوات أي من بلوغ عامه الرابع عشر الى الواحد والعشرين، وهي من اخطر المراحل التي يكون فيها الشاب جامحا يريد أن يثبت شخصيته داخل أسرته وبين زملائه. مصادقة الأب لابنه وتقربه منه ومن أصدقائه تكشف الكثير من سلوكيات الابن وأفكاره ويستطيع الأب من توجيهه وإبعاده عن اصدقاء السوء حتى يبعده عن التورط في أي سلوك إجرامي أو مخالف للعادات والتقاليد. لماذا يحرص الاب على مراقبة ابنه ويوجهه أو يستعين بالشرطة في بعض الاحيان حين يشعر ان ابنه يتعاطى المخدرات أو اصبح جنسا ثالثا، بينما لا يهتم متى تحول تفكيره الى تفكير متطرف تحت مسمى التشدد في نشر الدعوة أو مقاومة الحكومة والحكم لأنها لا تطبق الشريعة الاسلامية حسب تصوره؟ الفكر المتطرف لدى الشباب يأتي من عدة جهات وأولها الأسرة سواء إيجابا أو سلبا أي ان الأب والأم يوجهان أبناءهما ويغرسان بهم تلك الأفكار أو احداهم أو انهما يرون تصرفات ابنهما ولا يتصديان لها ويحاولان تقويمها. حين توضح الاجهزة الامنية ان الشرطة لا تملك المعلومات عن الارهابيين صغار السن فإن ذلك يعني ان الاسرة لم تحرص على تقويم سلوك ابنها الشاذ بتفكيره وتطرفه ولم تتعاون مع اجهزة الشرطة للإبلاغ عنه، فمن قتل خاله وفجر بنفسه وهو في عمر الثمانية عشر عاما هو من هذه النوعية من الشواذ فكريا الذي لم يكن للأسرة الا الدور السلبي في تقويمه ونصحه. ملحوظة: تابعت بأسف بعض وسائل الاعلام وهي تعرض مقاطع ومقتطفات مسجلة لبعض الارهابيين الذي فجروا انفسهم وهذا الامر يجب الانتباه الى خطورته، حيث ان بعض الشباب يعتبره نوعا من الدعاية والشهرة فيكون دافعا لهم لارتكاب الاعمال الارهابية بحثا عن هذه الشهرة الزائفة. أتمنى أن يتوقف نشر أي رسائل أو مقاطع يسجلها الارهابي قبل القيام بعمله الاجرامي في وسائل الاعلام.