برامج الاستهانة بأرواح الناس!.. بقلم صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب يوليو 18, 2015, 12:49 ص 514 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / برامج الرعب
صالح الشايجي
لا ضرر ولا عيب ولا هي سقطة، بل هي كل ذلك وأكثر!
شاهدت مرغما حلقة من برنامج ينتمي لبرامج المقالب، أو الحيل التي يستخدمها البعض في سبيل إحراج ضيوفهم وإيقاعهم في الفخ، وهذه النوعية من البرامج محببة لدى الكثيرين ولها جمهورها وعشاقها وكثيرا ما تدرّ دخلا إعلانيا جيدا على القنوات التي تقدمها.
حتى هنا والأمر مقبول فالضحك والتسلية محببان للنفس البشرية ومطلوبان للصحة النفسية، ولكن ما شاهدته في بدء رمضان وهو المصنف فنيا من ضمن هذه البرامج، هو أمر لا إنساني، فيه من الوقاحة والإيذاء والضرر ما يوجب معاقبة صاحبه جزاء ما كان يعمل بضيوفه من بث الرعب في نفوسهم والتلويح بالموت. وتقوم فكرة البرنامج وهي مقتبسة من برنامج تونسي على أن يدعى أحد الضيوف من الرجال والنساء الى رحلة داخلية في طائرة صغيرة، ثم تبدأ الطائرة بالتأرجح في الفضاء وكأنها على وشك السقوط ويقوم كابتن الطائرة بتحذير الركاب واتخاذ احتياطات السلامة وما إلى ذلك. في هذه الأثناء، يكون مقدم البرنامج جالسا بجانب الضحية، ويقوم باستفزازه من خلال الإتيان بحركات وإصدار أصوات تساهم في زيادة رعب الضيف الذي يكون في حالة استسلام كامل لمصيره الآيل للنهاية السوداء وفي حالة توتر ورعب،وبعد ذلك تهبط الطائرة بسلام وتنتهي تمثيلية الرعب السمجة تلك ويقوم المقدم بنزع القناع عن وجهه ليظهر أمام الضيف بشخصيته الحقيقية ويكشف للضيف أنه كان مجرد ضحية لمقلب مدبّر وأن كل ما تم من خلخلة للطائرة في الجو وادعاء عطبها وقرب سقوطها، كل ذلك ليس حقيقة، ما يزيد في حنق الضيف الذي يكون في حالة انهيار تام فيضرب المقدم ويركله ويصفعه ويبصق في وجهه وما إلى ذلك، وهو بين المصدّق والمكذب.
لا أدري ما هي القيمة التي يحملها هذا البرنامج وما هو الهدف منه وما هي النتيجة؟!
هذا البرنامج تجاوز الإسفاف بمراحل عدة وهوى في قيمة هذه النوعية من البرامج وأفقدها متعتها وتسليتها البريئة، واستهان بالنفس البشرية وبالقيم الإنسانية، فماذا مثلا لو كان أحد الضيوف وبالذات من النساء من أصحاب القلوب الضعيفة أو من المرضى، فتعرضه لمثل هذا الموقف قد يتسبب بانهياره وربما بتوقف دقات قلبه ونهايته، فمن سيتحمل مسؤولية ما جرى له؟!
إنه أمر مرفوض تماما ويجب على الحكومات عدم السماح بعمل مثل هذه البرامج لخطورتها ولاستهانتها بالناس.
الأنباء
تعليقات