عن خطر ظاهرة مساجد المتطرفين!.. تكتب فوزية أبل

زاوية الكتاب

كتب 474 مشاهدات 0


القبس

أماكن عبادة إلى مخازن أسلحة!

فوزية أبل

 

«الشرطة السياحية المسلحة»، جهاز قررت حكومة السبسي مؤخرا تشكيله في أعقاب الاعتداء على السياح في سوسة، يهدف الى الحد من المخاطر المحدقة بالمنشآت السياحية، ومنها فنادق مهمة تشكو من وجود فراغ أمني، الأمر الذي أتاح لعنصر إرهابي أن يتجول بـ «براءة» ويطلق النار بهذه البساطة.. والدقة!
أجل.. طالب عمره 23 عاما، يرتدي سروالا قصيرا للسباحة ويحمل مظلة وكأنه من المصطافين، ويخرج رشاش الكلاشينكوف، الذي يخفيه في المظلة، ويطلق النار بشكل وحشي.. وإذا به يمثل الهجوم الأسوأ بعد كارثة متحف باردو.. وحصيلة الاعتداء هي الأكبر في تاريخ العمليات الإرهابية في تونس.
وجاء إعلان حالة الطوارئ من قبل الرئيس قايد السبسي ليضع السلطات أمام مسؤولية ملحة، فقد أبدى بعض المواطنين ارتياحهم لهذا التشدد الأمني، بينما أعرب بعض القوى السياسية والمدنية عن خوفهم من تأثير الطوارئ في الحريات العامة وحقوق المواطنين.
لا تفارق الأذهان صورة مسلح شاب متنقل في الفندق وعلى شاطئ سوسة، وهو طالب ماجستير، وقد حاول أن «يطبّق» ما في مخيلته من فكر إرهابي، وما تعلمه وتدرب عليه في معسكر لجماعة أنصار الشريعة في ليبيا المجاورة مع مهاجمي متحف باردو.
وقد تبين أن المهاجم كان تحت تأثير المخدرات (وهو ما يفعله داعش لعناصره المهاجمة كي يستبسلوا ولا ينهزموا في ساحة القتال)! وفي الوقت نفسه، يصار إلى غسل أدمغتهم بالمنطلقات العنفية والإرهابية، ومع وعود لهم بالحصول على حوريات في الجنة!
متطرفون مسيطرون على مساجد.. إنها ظاهرة خطيرة تعيشها دول عربية في مقدمتها تونس، مما يتيح المجال لتنفيذ العديد من المخططات الممتدة من الهيمنة على عقول الشباب إلى استباحة دماء الآمنين.
أما وجود مئات المساجد تحت سيطرة المتطرفين، فهو أمر في غاية الخطورة، ويتناقض مع النمط المعتدل للتونسيين وانفتاحهم.. مما اضطر الحكومة التونسية إلى إغلاق ثمانين مسجدا «غير مرخصة». حيث حوّلت الجماعات السلفية والتكفيرية عشرات المساجد إلى مخازن للأسلحة، من بين نحو مئة استولت عليها بالكامل في غياب رقابة الدولة.
الترويج للفكر التكفيري و«تفريخ» الخلايا المتطرفة وجمع الأموال وتجنيد الشباب للانضمام إلى مقاتلي تنظيم الدولة حتى صار بلد انطلاقة الربيع العربي، البلد رقم واحد المصدر للمقاتلين ذكورا وإناثا (أكثر من 3000)، ويتبوأ العشرات منهم مراكز قيادية! كان هذا نتيجة تهاون السلطات في مرحلة حكم الترويكا (بعد المرحلة الأولى من الثورة) بقيادة حركة النهضة الإخوانية.
ولا شك أن إصلاح ما فعلته قوى الإسلام السياسي وقوى العنف والتطرف، يحتاج إلى جهود منسقة وإلى تغليب فكر الاعتدال والتعاون لخدمة المجتمع، هذا فضلا عن ضرورة إنماء المناطق المهملة التي تشكل أرضا خصبة للقوى المعادية للمجتمع.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك