طافحة .. بقلم فواز البحر

فواز البحر

هناك قصه احببت ان ارويها لكم .. قصه بين شخصين : بو زايد و بو جاسم

بو زايد و بوجاسم ربع  بديوانيه وحدة تجمعهم ،، وكان بو جاسم كثير الشكوى والصياح حول منزله .. وكل ما جلس يردد هذه العبارة :

' بيتي يبيله اصلاحات يبيله تسنيع يبيله تضبيط ' وبوزايد يرد عليه ويقول : ' واشفيه بيتك بالضبط ' ؟  ومن ثم يرد عليه بوجاسم ويقول :

يحتاج الى الكثير من الاصلاحات والتغيير .

وهذه حالة بوجاسم  يوميا الى ان جاء يوم من الايام  قال بوجاسم : يابوزايد اريدك ان تذهب معي لمنزلي وتشاهد ما اعانيه لعلك تساعدني او تشاطرني الهم .. وافق بو زايد وفي اليوم المحدد ذهب الاثنان للمنزل .

دخل بو زايد واذا برائحة نتنة وكريهة لا احد يستطيع تحملها الى درجه ان بوزايد تلثم  وهو يدخل .. فقال : يا بو جاسم ماهذه الرائحه الكريهة ؟

قال بوجاسم : اشاهدت منزلي ؟ فرد عليه بو زايد : انا لم اشاهد انا شممت الرائحة فقط فمنزلك كبير وجميل ولديه العديد من الغرف والصالات ، عالج فقط تلك الرائحة ... فقال له  بو جاسم :،هذه الرائحه من المجاري .. فرد عليه بو زايد :،نعم المجاري طافحة عندك . فقط عالجها والباقي امره سهل..

قال بو جاسم : لا سوف اهدم المنزل وابني منزلا اجمل ..

وفعلا فعل ابو جاسم مااراده فهدم المنزل وبنى فوقه قصرا .. وعزم كل الاقرباء والاصدقاء لافتتاحه ومن بينهم بو زايد .

و اول مادخلوا القصر الجميل ، خرجوا جميعا هاربين .. ماعدا بو زايد و ابو جاسم !

قال بو جاسم  حزينا : انا خلاص قررت ان ابيع المنزل واغير منطقتي .. رد عليه بو زايد : لو كانت معالج البواليع الطافحة في منزلك الاول لم يحصل ماحصل .. مشكلتك انك اهتميت في الشكل ولم تهتم في اصل المشكله !

هذه القصه بالامكان اسقاطها  على واقعنا الكويتي والعربي .. نعم نحن نريد بلادنا ان تصبح قصورا وان تصبح جميله ولكن هناك مشكله .. وهي المجاري الطافحه ... ( الفئويه ، العنصريه ، الطائفيه ، الفساد ، الرشوه ...) ان لم نعالجها من اساسها فوالله لو نبني قصور كسرى الفرس .

لن نستطيع ان نغير شيئا ولن يكون اي مكان جميلا اذا صاحبته رائحة نتنه !