لم يعد بإمكان القطاع الأمني القيام بدوره بطريقة تقليدية!.. هكذا تعتقد فوزية أبل
زاوية الكتابكتب يونيو 29, 2015, 12:53 ص 443 مشاهدات 0
القبس
الهاجس الأمني يقفز إلى الواجهة!
فوزية أبل
التفجير الإرهابي الذي ضرب الكويت جاء ليسلط الأضواء على واقع يعيشه العديد من الدول في المنطقة، وبخاصة لجهة العلاقة الوثيقة المفترضة بين الاستقرار ودور الأجهزة الأمنية، حتى في البلدان المعروف استقرارها وبعدها عن المتاهات التخريبية وانعكاسات الحروب المتنقلة.
التجارب التي يمر بها العالم المعاصر جاءت لتعطي الهاجس الأمني مكانة في حفظ الاستقرار، وفي منع أي تدهور أمني أو إرباكات.. فأجهزة الأمن هي أحد روافد الحفاظ على الأمن الاجتماعي.
في العديد من الدول العربية بشكل خاص سقط كثير من القتلى بفعل ضعف أداء الأجهزة الأمنية (وهنا لا نستثني الحالات التي تكون فيها قوى الأمن هي المعتدية وهي وراء هذا الحادث أو ذاك).
التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة أصبحت تملك قدرة ليس فقط على الاستفادة من ضعف أداء الأجهزة الأمنية، وإنما أيضا على اختراق هذه الأجهزة في بعض الحالات، كما جرى في مصر وليبيا وتونس واليمن.
الوسائل التقنية الحديثة الموضوعة في متناول الجماعات المتطرفة، تضع القوى الأمنية في العالم أمام تحديات بالغة الخطورة. يكفي أن نشير إلى الوسائل المدهشة التي يملكها تنظيم داعش وطريقته في التغلغل الإعلامي والأمني والوقائي مهما كانت قدرات خصومه داخل هذا البلد أو ذاك.
لم يعد بالإمكان قيام القطاع الأمني بدوره بطريقة تقليدية وقبل تبلور الصيغ المبتكرة الموضوعة في تصرف الإرهابيين، وأيضا قبل وجود أجهزة التواصل الاجتماعي التي يستخدمها المتشددون، بمختلف أفكارهم، من أجل تشويه القيم والرسالة الإسلامية، ونشر الفتنة المذهبية حينا، والدعوات إلى الانتحار تحت عنوان الاستشهاد حينا آخر.
من البديهي القول إن هناك استغلالاً مذهلاً للأجواء الديموقراطية في هذا البلد أو ذاك، وبخاصة في ظل القناعة العامة بعدم وجود مخاطر أمنية ووجود الثقة المطلقة للعملية الديموقراطية التي قد لا تكون محمية أو مصونة بوسائل أمنية مبتكرة، وليس من الصدفة أن تكون الأعمال الإرهابية قد تزايدت في المدة الأخيرة في أوروبا بالذات، لا سيما في فرنسا وألمانيا اللتين تتمتعان بأجواء ديموقراطية هي مدعاة للفخر.
وقد اضطر العديد من الأنظمة الديموقراطية إلى تعزيز قدرات أجهزة الأمن حتى لا يستسهل الإرهابيون والمتطرفون تنفيذ اعتداءاتهم أو اختراق المؤسسات على هذا النحو أو ذاك.. وهو ما وجدناه مؤخرا في الترتيبات الأمنية في فرنسا والتي دفعت ثمنا غاليا جراء الهجمات الإرهابية.
إذا كان الأمر على هذا النحو في فرنسا وأوروبا، فمن باب أولى أن نتخذ تدابير عالية الكفاءة، وتجفيف منابع التطرف ومواكبة الأجهزة الأمنية للتقنيات الحديثة المتسارعة، وإصلاح مرافقها وتطوير استراتيجيتها لمواجهة الظروف الأمنية الطارئة.
تعليقات