المكافحة الفعالة للإرهاب تبدأ بملاحقة منظريه!.. هكذا يعتقد خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 459 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  منظرو الإرهاب والتكفيريون

د. خالد عايد الجنفاوي

 

أعتقد أن المكافحة الفعالة للإرهاب تبدأ بملاحقة منظريه ووسطائه ومتعهديه الفكريين وبخاصة أولئك الذين يتحملون بشكل مباشر أو غير مباشر مسؤولية تجنيد الارهابيين. يوجد حالياً صناعة للإرهاب منظروها ووسطاؤها هم من لا يتوقفون عن التبرير الايديولوجي لجرائم الإرهاب والذين ليس بالضرورة أن ينخرطوا أنفسهم بالأعمال الإرهابية بشكل مباشر ولكنهم يستمرون يوفرون السياقات والتبريرات الأيديولوجية المفبركة للإرهاب. يتصف منظرو الإرهاب بالدهاء والخبث وربما حب البذخ ورفاهية الدنيا حيث يحذر بعضهم من ربط أنفسهم مباشرة بما تؤدي إليهم خطاباتهم المتطرفة والتكفيرية من قتل وتدمير وإزهاق لأرواح الأبرياء, ولكنهم بشكل أو بآخر هم ثالثة الأثافي, والموقد الأساسي لجرائم الإرهاب, فهذا النفر المجرم هم من يغسلون عقول مجندي الإرهاب المعتوهين, وهم من يستمرون يزرعون الكراهية ويبثون سمومها وهم من يؤدي خطابهم التكفيري إلى قيام كل مجرم أفاق بقتل الأبرياء الآمنين. من أجل أن تتحقق مكافحة فعالة للإرهاب وظواهره المدمرة من المفترض أن تركز الحكومات والمؤسسات الامنية والتعليمية على مكافحة آفة تنظير الارهاب بهدف تحديد مصادره ومحاصرة مروجيه وتفنيده والقضاء عليه باتخاذ إجراءات أمنية حازمة وبمعالجة فكرية صارمة: جبهة مكافحة الارهاب يجب أن تستمر جبهة على الأرض وفكرية, فلا ينفع مع هذا النوع من السرطان المعاصر سوى القضاء على أسبابه الرئيسية: الخطابات المذهبية المتطرفة والتبرير المقيت الخفي والمعلن لقتل الأبرياء وتدمير المجتمعات الانسانية بزعم الجهاد.
تجفيف المنابع الأيديولوجية للإرهاب يبدأ بملاحقة مروجيه والعاملين على بث شروره في المجتمع ومنعهم من الظهور الإعلامي, وعدم منحهم فرصاً للتنفيس عن كراهيتهم المقيتة لمن هو مختلف عنهم ما سيؤدي إلى إضعاف ميكانيكية الإرهاب, فمنظرو الإرهاب يطلقون الخطابات النارية بزعم حماية الدين والجماعة المذهبية, ولكنهم في حقيقتهم هم من يحثون على الطائفية العمياء وهم من يرسخون في قلوب أتباعهم الكراهية الجنونية ضد من هو مختلف عنهم. أسوأ من يستغل الدين هذه الايام هم من يُقدمون أنفسهم كأوصياء أخلاقيين على الآخرين ومن يُنَظِّرون ويؤيدون بشكل مباشر أو غير مباشر العمليات الإرهابية الإجرامية, فهذا النفر من المستغلين للدين وسماحته هم السرطان الحقيقي الذي يجب استئصاله بكل الاشكال والطرق والوسائل القانونية والفكرية والإجراءات الامنية الحاسمة. نواجه حالياً معركة مصيرية ضد الارهابيين القتلة وسيستمر منظرو الإرهاب في بث سمومهم ما لم يتم إخراسهم بشكل نهائي لأنهم رؤوس أفاعي الإرهاب التي يجب قطعها قبل أن يستفحل أمرها.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك