علينا واجب 'التطرف' في مواجهة الإرهاب!.. هذا ما يراه عبداللطيف الدعيج
زاوية الكتابكتب يونيو 28, 2015, 1:05 ص 609 مشاهدات 0
القبس
صلاة العيد في مسجد الإمام
عبداللطيف الدعيج
إعلان مجلس الوزراء الحداد الرسمي على شهداء الإرهاب واختيار مسجد «الدولة» مقراً لتقبل العزاء ضربة معلم، وتوجه رصين وجدي لمواجهة التطرف ونبذ العصبية. قبلها كانت زيارة حضرة صاحب السمو المباشرة لموقع الحدث الأليم، ليست ضربة معلم وليست استعراضاً سياسياً، ولكن إنسانية وحكمة صباح الأحمد تجلتا بوضوح وعفوية في هذا الاهتمام الحقيقي بمصائر المواطنين.
اللفتة السامية والموقف الحكومي يجب أن يستثمرا بمصلحة مزيد من الخطوات الجدية لمكافحة الإرهاب ونبذ التعصب وإرساء قواعد صلبة للتسامح والانفتاح. علينا واجب «التطرف» في مواجهة الإرهاب. والتطرف هنا ليس بمعناه الإرهابي: تشدد وانغلاق، بل على العكس، مزيد من التسامح ومزيد من الانفتاح. ومزيد من الحريات لامتصاص النقمات والآلام التي خلقها وغرسها ما مضى من كبت ومحاباة.
اختيار مسجد «الدولة» للعزاء الكبير اختيار أكثر من موفق، فقد كان المسجد بحكم المذهبية شبه محرم على المواطنين الشيعة. اليوم مسجد الدولة الكبير هو مسجدهم أو حسينيتهم تخف آلامهم وتعبر عن تقدير وتضامن بقية المواطنين معهم. الاختيار أثبت أن المسجد الكبير هو مسجد «الدولة». دولة الكويت، ليس مسجد السنّة ولا مسجد طائفة من دون غيرها وبالتأكيد لم يعد كما كان، مع الأسف، مسجداً يتحكم فيه المتطرفون والانغلاقيون.
نحن اليوم بحاجة إلى «نبذ» كل مظاهر التدين. فشئنا أم أبينا، ان مجاراة التدين والحرص عليه تفسر طبيعياً على أنها مجاراة للتطرف ودعم للتعصب. نحن بحاجة إلى جرعات مضاعفة، بل ومبالغ فيها لدعم التسامح وتعزيز الانفتاح، تماماً كإقامة العزاء في مسجد الدولة. وبما أن عيد الفطر قريب فإن إقامة صلاة العيد الرسمية من المناسب وحتى الضروري أن تكون في مسجد الإمام الصادق. كي يعلم الباغون والطواغيت أن عبثهم وتطاولهم على المذهب الشيعي في الكويت لن يزيدا هذا المذهب ومن يتبعه إلا رقياً وتعزيزاً.
هذه الطريقة الوحيدة لمواجهة الإرهاب. نشر التسامح وزيادة الانفتاح، وتعزيز وتحصين كل ما يستهدف الانتقاص منه أو تصغيره هذا الإرهاب.
تعليقات